في إطار فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الربيعي لأنشطة الحياة المدرسية الذي تنظمه المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بتطوان في الفترة الممتدة من 21 دجنبر 2016 إلى غاية 21 دجنبر 2017 تحت شعار ( المدرسة قيم وإبداع)، نظمت ندوة فكرية بالمركز الثقافي بتطوان يوم أمس على الساعة الرابعة مساء حول موضوع (( العلاقات المغربية الافريقية، التاريخ والآفاق)) بمشاركة الدكتور ياسين الهبطي ،الدكتور عمر المغيبشي الباحث في التاريخ والدكتور عادل غزالي الباحث في علم نفس الشغل.. الدكتور ياسين الهبطي تناول في مداخلته هوية المغرب الافريقية انطلاقا مما يتضمنه تصدير دستور المملكة المغربية، ولتأكيد العمق التاريخي الافريقي للمغرب منذ عهد الدولة الادريسية التي أقامت علاقات تجارية مع افريقيا جنوب الصحراء، كما استحضر البعد الافريقي للمغرب من خلال الدين الاسلامي(الزاوية التيجانية مثلا) ،من خلال فن الكناوي المتجدر في مجموعم من مناطق المغرب، كما وقف على دعم المغرب لمجموعة من الدول لتنال استقلالها وخاصة الجارة الجزائر.واختتم كلمته بشعار : لنا تاريخ مشترك، لماذا لايكون لنا تاريخ مشترك؟ المداخلة الثانية كانت للدكتور عمر المغيبشي ، الذي تناول مستقبل العلاقات المغربية الافريقية في ظل المستجدات السياسية والاقتصادية للقارة السوداء التي باتت تبحث عن مخارج حقيقية لمشاكلها من خلال فقرة من خطاب الملك بتاريخ 24 فبراير2014 بأبيدجان في افتتاح المنتدى ا لمغربي الايفوري( فقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية. وعلى إفريقيا أيضا ألا تظل رهينة لماضيها ولمشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية. بل عليها أن تتطلع لمستقبلها، بكل عزم وتفاؤل، وأن تستثمر في سبيل ذلك كل طاقاتها. وإذا كان القرن الماضي بمثابة قرن الانعتاق من الاستعمار بالنسبة للدول الإفريقية، فإن القرن الحادي والعشرين ينبغي أن يكون قرن انتصار الشعوب على آفات التخلف والفقر والإقصاء.) مبرزا أهمية الشراكات والاتفاقيات المغربية الافريقية التي جعلت حجم المبادلات يقفز بشكل ملحوظ منذ بداية الالفية الثالثة إلى اليوم ، وهي العوامل التي جعلت المغرب يعود لأصله الافريقي بقوة ، حيث يؤكد المغرب رغبته في المساهمة في تنمية القارة بعلاقات رابح رابح وبعيدا عن علاقات الاستحواذ ولبناء علاقات تكامل وبناء المستقبل المشترك... كما وقف المتدخل على قضية وحدتنا الترابية التي افتعلت في إطار صراع سياسي بات جزءا من الماضي الذي سيطويه النسيان عاجلا نظرا للتحولات السياسية التي عرفتها القارة الافريقية .. أما المداخلة الثالثة للدكتور عادل غزالي فقد تناولت الديناميات النفسية والاجتماعية لتدبير أزمة المهاجرين الافارقة بالمغرب والمهاجرين المغاربة بإفريقيا ، مبرزا أن التحولات الحالية أصبحت واقعا وتطرح مشاكل الاندماج النفسي والاجتماعي خاصة وأن المغرب تحول من بلد عبور إلى بلد استقرارللافارقة المتواجدين على ترابه والذين يمثلون 40 جنسية افريقية ، 70 في 100 منهم حاملون لشواهد تعليمية ومهنية عليا وأعمارهم تقل عن 36 سنة... الندوة حضرها عدد كبير من تلاميذ الثانويات والطلبة وهيئة التدريس والادارة من مختلف الاسلاك .. الندوة سيرها الإطار المقتدر مصطفى ستيتو رئيس مكتب الانشطة بمصلحة الشؤون التربوية بمديرية تطوان.