ركبت الحافلة لوحدي، عرضت الفكرة على رقم أو رقمين . ولكني سافرت لوحدي ، لم يكن سفرا طويلا ولكنه يبيح لي القصر في الركعات، فهو سفر ادن ..هو بحث عن متعة روحية لا زلت اذكر شطحات منها يوم كنا مريدي الشيخ الحلايقي .ولاجل عارضها ومقدمها وفنانها ذهبت للتقصي، وحسنا فعلت .... لم يكن البحت عن متعة الحكي يتطلب منا نحن الصغار يومها مشقة ، كانت "الخرافة" أو الجزء من" الحلقة" تتم في البيت وكان الراوي الأم أو الجدة ونادرا ماكان المذكر راويا في البيت (الرجل في حلقة الساحات العمومية ،هناك مرتعه)... .كنا نتحلق لنسمع ل caperucita Roja من التراث الغربي "وللغولة قنديشة" من تراثنا المغربي ، وكانت أمي تحكي روايات جميلة باللغتين القتشالية والعربية ونحن مفتوحي الأفواه، لا الأعين ،كأننا ننتظر لقما سائغة لذيذة، روايات من الزمن الغابر المملوء بالعجائب ويا له من زمن ... الحكي جزء من "تمويني".وكياني وتكويني الذاتي ...الحكي وسع فينا فضاء المخيلة فكنا نرسم نحن عوالمنا ووحوشنا وأبطالنا وكنا نخطط للمعارك وننتصر فيها ذائما، لم يكن " الصندوق اللعين " كما اليوم يقوم بهذه المهام عوضا عنا ويكبس رغما عنا أي أمل في الخيال.، يا للهول !فقدنا حق الهلوسة الطفولية .!.ما اتعسنا....!!!! دلست مسرح "الحداد" بعوامة طنجة خلسة ،بعدما تحدثت لبرهة عند المدخل مع مدير مهرجان دمى طنجة لفنون العرائس والادائيات"د أمحجور رشيد و د . خالد اميني رئيس المركز الدولي لدراسة الفرجة .وذ.التقال محمد محمد المدير الجهوي للثقافة طنجةتطوانالحسيمة . جلست في الصف الاول قبل الصغار ، حتى أنا اليوم طفل صغير وسوف أتسابق مع الصغار للفوز بتفحص البطل "الحلايقي" سعيد البنكي" ولأرى تعابير وجهه وأسمع بانصات لتغاريده وهو يشجب ويندد في وجه ذاك الذي لا يظهر في المسرح ويختفي هناك في مكان ما يراه هو لوحده ولا نراه نحن يقول له :"....اطلق سراحي ايها الخائن .يا من كنت معلمه فن الحكي وهو اليوم يحبسني ليستفرد بالناس ويهلوس لهم كذبا حكايات بئيسة حقيرة مصنعة في عوالم التكنلوجيا...اطلق سراحي ام انك تخافني.؟." تملكني السعيد بنصه المسرحي ،تلك الحمولة من التراث الشعبي المنسي حول قصص الحلايقية، ليست مجرد جزء من تاريخنا الشفهي وليست ذكريات لماضي زحفت عليه التكنلوجيا الرقمية فباغتته في مقتل .تلك حمولة تطل علينا يوميا بين آهات الألم على فقداننا لاواصر التواصل العائلي أمام شيطان التلفزة او عفربت الانترنيت . يقول السعيد هل يستطيع نص مسرحي ان يجد له صدى في قلوب وعشاق المسرح ؟ نعم يا سعيد نحن لم نفقد بعد عدريتنا الروحية ،ربما اشتروا أجسادنا ،لكننا نحتفظ في دواخلنا بالحب العدري ، ولا تغرينا الصور الا بمقدار، وتكفينا هزة من تراثنا لنعود أطفالا يفرحون بعفوية وبأفواه مشرعة لالتقاط قصص الحلايقي . تلك الأمسية وبمسرح الحداد بطنجة ،عدت الى زمن غابر ولم اكن لوحدي، كان هناك المسرحي الستيتو والعلوي وغيرهم .... أحسست للحظة أننا نقدر لو أردنا أن نعيد شيئا من بريق الحلايقية .قد يتعدر علينا الامر كما كان في السابق ولكن لنحاول خلق الفرجة ولو في الفضاءات المغلقة .لنبدأ من هناك وبعد حين وبعد سنين من الانزال المسرحي الحلايقي سينبري من هؤلاء الصغار من يفرض عودة الحلقة الى الشارع وليجعلها تخلصنا من استعباد التنكلوجيا لمصيرنا . ستعود الفرجة الى سابق عهدها تزرع الالفة بيننا وتجعل منا جسدا مجتمعيا عصيا على مد العولمة المتوحشة ...هكذا حلم الحلايقي البنكي ..سنعود إلى إنسانيتنا وسط أطفالنا.... وحتى لا يظل نصي مجردة تغريدة في غابة موحشة، أقول لكم الان وللفنان سعيد البنكي ..لقد قررت تخصيص حلقة المباشر Live لحلقتك وحلقتنا .ستحضر يا هذا الى منزل المرحوم الغزاوي لتتحدث عن الحكي ومقاماته يا سيد الفرجة وعلى المباشر سنعرض حلقة حكواتية امام اطفال سنجعلهم يتعلقون بالموروث الثقافي المغربي الاصيل .وسنمثل انا وانت امامهم وعلى المباشر . استعد يا هذا .