في المغرب التاريخ يتوقف و لا شيء يتغير و كأنه الحال في زمن الفرعون المصري " بيبى الثاني " خامس ملوك الأسرة السادسة الذي شهد عصره إضرابات إقتصادية و إحتقان شعبي من خلال فساد حاشيته و بطانته و هنا البطانة إسقاط على وضع نوابنا المحترمون في مجلس النيام. مفارقات كالفرق بين الظلام والنور وبين الماء و النار، موتى يوميا في جبال المغرب المنسي جراء البرد و الجوع و التهميش و الإقصاء و الهشاشة، و في المقابل يتم الإتصال يوم الإثنين بكل النواب و البرلمانيين من طرف رئاسة مجلس الحبيب المالكي على أساس الاستفاذة من بونات المازوط، مع العلم أنهم لم يشتغلوا سوى أريعة أايام خلال أريعة شهور. نضال أجدادنا عبر تاريخ المغرب المضيء برجالاته و أشاوسته و شرفائه ذهبت سدا، لأنهم ناضلوا من أجل مغرب الكرامة و العدالة و الحرية الإجتماعية و المساواة لا مغرب الأشخاص و الحاخامات و الإقطاعيين و نواب النيام الذين يرتعون في الريع و الفساد و من الحصانات و الإمتيازات في مقابل أنهم لا يقدمون لنا شيء سوى أنهم يصرفون رواتب ضخمة بدون عمل، و هنا أستحضر مقولة الأستاذ الشرقاوي أنه حين قال " كما قاموا بجعل التعليم و كل الوظائف بالعقدة أي العمل مقابل الأجر فليفعلوا كذلك بنيام الشعب ". من أجل البناء يجب العودة تاريخيا إلى الوراء و إلى إستقراء التاريخ العربي الإسلامي قديما و حديثا و نقارنه بمسيرة شعوب أخرى كي نقف على أهمية الحرية كمكسب تاريخي و حضاري، إذ هي شرط من شروط النهوض الحضاري، إذا أحسن المجتمع فهمها، وإذا تم إشراك النخب في عملية البناء، و إذا تم فتح أفق ثقافي و حضاري للثورة ولم يتم إختزالها في بعدها السياسي و يبقي السؤال من المنطلق إلى النهاية : لمذا طردنا المستعمر إذن؟.