نظم الحرس الملكي بمدينة تطوان ،مساء أمس السبت ،طواف المشاعل التقليدي، الذي استقطب كعادته آلاف المتتبعين ،وهو ما زاد مدينة الحمامة البيضاء جمالا وهي تحتفي بعيد العرش المجيد في أبهى حللها. وقدمت تشكيلات الحرس الملكي ،المؤثثة للحدث البارز بالمناسبة ،عروضا جماعية بديعة لفتت اليها أنظار ساكنة وزوار مدينة تطوان ،الذين وقفوا على طول المشوار الذي قطعه طواف المشاعل ،منبهرين بجمالية وخصوصية هذا التقليد البهيج الذي يتفرد به المغرب ويتميز به عن عديد من دول العالم. وجابت تشكيلات من موسيقيي ومشاة وخيالة الحرس الملكي أهم ساحات وشوارع مدينة تطوان ، انطلاقا من ساحة المشور السعيد وسط المدينة والى غاية ساحة الحمامة ،على وقع نغمات عسكرية وأخرى من ريبرتوار الأناشيد والأغاني الوطنية الحماسية ،التي تؤرخ لفترات مجيدة من تاريخ المملكة. كما شكل طواف المشاعل لحظة فارقة بمدينة تطوان ،التي ازداد ليلها بهاء بأضواء المشاعل والعروض المتقنة المصاحبة ، التي خطت ابداعات جميلة في مستوى حدث عيد العرش المجيد ، الذي يخصص له الشعب المغربي اهتماما استثنائيا للتعبير عن التلاحم الوثيق بين العرش والشعب والوثاق الروحي الذي يجمع بينهما . ولم يفتر اعجاب الجمهور العريض بطواف المشاعل البديع ،الذي انطلق من ساحة المشور المجاورة للقصر الملكي العامر مرورا بساحة مولاي المهدي،وشارع 10ماي، وساحة 19 أبريل، وساحة الجامعة العربية، وشارع موريتانيا، وشارع محمد الخامس، وساحة خالد ابن الوليد ،وقدمت عروضا جماعية زادت الجمهور المتتبع انبهارا واستحسانا . و أبدعت تشكيلة عناصر الحرس الملكي في تقديم عروض جماعية رائعة ، وقدمت لوحات كوريغرافية و هندسية بتقنيات بديعة وبدقة متناهية أبهرت كالمعتاد متتبعي هذا الحدث الاستثنائي في أجندة الاعياد الوطنية الخالدة. و جلبت تشكيلة الحرس الملكي أيضا اعجاب المتابعين بتنسيقها المتوازن في حركات عناصرها المتناغمة وجمالية عروضها في انسجام تام بين الحركات الاستعراضية والإيقاعات الموسيقية للفرقة النحاسية للحرس الملكي. كما قدمت بالمناسبة السعيدة لوحات استعراضية، امتزجت فيها الحركات المتداخلة والمتقاطعة بين التشكيلات، والتي تميزت بالتناسق سواء من حيث الأداء الفردي أو الجماعي كلوحات فنية راقت المتتبعين ، الذين حجوا بكثافة لمتابعة هذه العروض المخلدة لذكرى عيد العرش ساعات طويلة قبل بداية العرض. ويعتبر الطواف بالمشاعل من بين مظاهر الابداع المغربي المتفرد ،وكذا من مظاهر الأصالة المغربية ،خاصة وان هذا الطواف ، الغني بدلالاته ورمزيته التراثية والجميل في أدائه ،أضحى تقليدا سنويا دأب على انجازه بإتقان الحرس الملكي منذ سنوات بعيدة ،خاصة خلال ليلتي عيدي العرش والشباب. كما عرفت مناسبة زفاف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، و مناسبتي ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن وميلاد شقيقته الأميرة للا خديجة تنظيم هذا الطواف. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم الطواف بالمشاعل بمناسبة عيد العرش لأول مرة سنة 1947 انطلاقا من القصر الملكي بالرباط ليجوب أهم شوارع المدينة على وقع نغمات الموسيقى العسكرية وفق نظام ثابت لم يعرف أي تغيير منذ ذلك التاريخ باستثناء بعد اللوحات الفنية الاستعراضية ،ويتنافس حملة المشاعل والخيالة والموسيقيون على السواء لجعل بدلاتهم في أبهى حلة و لتقديم أجمل العروض لإمتاع الجمهور و مشاركة الشعب المغربي احتفالاته بالأعياد الوطنية التي لها وقع خاص في نفوس المغاربة من كل الاجيال. ومنذ سنة 1993 أصبح الطواف بالمشاعل يختتم بعروض بالسلاح حيث تشكل موسيقى ومشاة الحرس الملكي لوحات كوريغرافية وهندسية رائعة تبرهن عن مدى التمرينات التي يقومون بها استعدادا لهذه المناسبات. وتجمع المشاعل بين الأصالة والمعاصرة ،فبعدما كانت تضيء بواسطة الزيت ثم بالشموع أصبحت اليوم مزودة بمصباح "ليد" بفضل حنكة أحد جنود الوحدة مما سهل استعمال المشاعل بكيفية آمنة وأعطى كذلك إنارة مستمرة تنبعث من خلال زجاج بألوان قوس قزح الذي يزين المشاعل. ويرمز هذا الطواف البديع ،الذي شهدت على تفرده العديد من المدن المغربية ،الى تشبث المغاربة بتقاليدهم العريقة ،وهو ما تعكسه دائما الاعداد الكبيرة ،التي تتقاطر بكثافة على مشاهدته سنة بعد أخرى ،خاصة وأنه اصبح رمزا من رموز التعبير الوجداني للمغاربة بحدث عيد العرش المجيد. طباعة المقال أو إرساله لصديق