كان ملعب الشبار الشاطئي يحتضن مقابلات كروية من الطراز الرفيع كانت تستقطب جماهير غفيرة لتشاهد عن قرب لاعبين في حجم المرحوم سعيد بنعمر أو فخر الدين الوداد وبيليه الرمال عبد الله دبونات وغيرهم من نجوم الساحرة المستديرة في تلك الحقبة الخالدة ونحن صغار كنا نعرج على مقهى إفران لنرى مواعيد المقابلات التي ستجري المساء مدونة على سبورة معلقة في عمود كهربائي بمحاذاة المقهى المذكور.سطوك موطور ضد الملوسة أو زيانة ضد جبل درسة وغالبا ما كانت مقابلة القمة هي التي تجمع قدماء المغرب التطواني ضد أطلس أو شباب مرتيل.ونحن صغار كنا نستمتع بمشاهدة أولائك اللاعبين وهم يخلعون عنهم ألبستهم أمامنا فوق التل المحاذي للملعب وهم يلوون العلك بين أسنانهم كأنهم محاربون من كوكب آخر يستعدون لمنازلة فرقنا ا لمحلية الذين يبدو عليهم الهزال من شدة الفقر المدقع والجوع المستدام ولكن رغم ذلك فغالبا ما تؤول فيه النتيجة النهائية لفرقنا المحلية هاته وذلك راجع لمهارتهم العجيبة في مداراة الكرة فوق الرمال وذكائهم الفطري . في إحدى هاته المباريات القوية التي كانت تشد إليها الأنظار حيث اللاعبون يقدمون أفضل ما عندهم سدد أحدهم كرة طائشة تجاوزت خط المرمى وقعت على رأس سيدة كانت ذاهبة إلى الشاطئ متأ بطة مظلة شمسية فأردتها على الأرض في غيبوبة مخيفة.تابع اللاعبون مبارتهم كأن شيئا لم يحدث ، وعند إسترجاع وعيها لم تجد أمامها إلا حارس المرمى الذي كان قريبا منها حيث استلت عصا المظلة وهوت بها على ظهره ظانة أنه هو الجاني، فهرب المسكين يصرخ لا يلوي على شيء تاركا المرمى فارغا وراءه وسط قهقهات المتفرجين وهجمات المهاجمين. طباعة المقال أو إرساله لصديق