التأمت فعاليات مدنية ومنتخبة مغربية وإسبانية، أمس الثلاثاء بتطوان، لمناقشة وتقييم ابعاد مشروع تحسين الحكامة المحلية لدعم الاستراتيجيات الوطنية في مجالات التربية والتكوين المهني الذي أنجزته الجماعة الحضرية لتطوان وجمعية المبادرات المهنية والاجتماعية (أتيل) بشراكة مع المؤسسة الاسبانية (كوديسبا). ويسعى هذا المشروع الى تحسين الحكامة المحلية عبر منهجية عمل ميدانية في مجالات التربية والتعليم والتكوين والاندماج المهني، وكذا تقوية القدرات المؤسساتية لمنظمات المجتمع المدني وتطوير قنوات التواصل وآليات الشراكة بين الهيئات المنتخبة والمدنية. واكد القيمون على اللقاء ان المشروع يروم ايضا تعزيز الديموقراطية التمثيلية وتوفير آليات المشاركة المواطنة، وإشراك الموطنين في عمليات اتخاذ القرارات ذات الصلة باعداد وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية وفقا لدستور 2011، الذي حرص على وضع مؤسسات خاصة بالحكامة والمشاركة كأساس لتدبير الشأن العام في بعديه الافقي والعمودي. وقال منسق المشروع عبد المالك اسريح ان هذا المشروع النموذجي يروم ضمان الالتقائية في الاستراتيجيات العمومية، التي تهم قطاعات التربية والتعليم والتكوين المهني، وتكمن اهميته في أنه يجمع عدة اطراف، من هيئات منتخبة ومجتمع مدني وقطاعات التكوين المهني والتشغيل ومؤسسات التعاون الدولي وجمعيات القرب، وفق مقاربة جديدة تتمثل في توفير دعامات لإلتقائية المشاريع وتأهيل العنصر البشري والجماعات المنتخبة ومنظمات المجتمع المدني للعمل في هذه القطاعات الحيوية تبعا للسياسات العمومية، وكذا تطوير الحكامة الجيدة وتجويدها وتقوية قدرات المجتمع المدني على مستوى التدبير المالي والاداري والتخطيط الاستراتيجي لوضع المشاريع. واضاف أن المشروع مكن ست جمعيات للقرب تنتمي الى مختلف أحياء مدينة تطوان من بلورة خطط عمل ميدانية في محيطها الاجتماعي لتحقيق تكافؤ الفرص بين كل الاطفال البالغين سن التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي ومنح فرصة ثانية لليافعين الذين تخلوا عن الدراسة لأسباب معينة، وكذا ربط التكوين المهني والشغل بمحيطه الاقتصادي، اضافة الى بناء شراكات استراتيجية تتوخى النهوض بالاوضاع الاجتماعية للفئات المستهدفة وتسهيل انخراطها في محيطها العام. ومن جهته، قال رئيس جمعية المبادرات المهنية والاجتماعية (أتيل) حسن المجذوبي أن هذا المشروع، بالاضافة الى كونه يعزز دور جمعيات القرب في المساهمة بالنهوض بالاوضاع السوسيو اقتصادية لشرائح مهمة من المجتمع تعاني من الاقصاء والهشاشة وضعف الدخل، فإنه يساهم في تشبيك جهود فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية لتنفيذ وأجرأة الاستراتيجيات القطاعية في اطار من التكامل والتعاون. واكدت المؤسسة الاسبانية "كوديسبا" في وثيقة لها بالمناسبة ان انجاز مشروع "تحسين الحكامة المحلية لدعم الاستراتيجيات العمومية في مجالات التربية والتكوين المهني والتعليم "يمنح آفاقا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين الفعاليات المغربية والاسبانية في قطاعات حيوية، ويوفر فضاء مهما لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة على المستويين النظري والتطبيقي، كما يمكن المجتمع المدني عامة من ممارسة "واجبه " الدستوري في المساهمة في تدبير الشأن العام المحلي والانخراط في بلورة الاستراتيجيات القطاعية الوطنية والجهوية على أسس علمية تعطي قيمة مضافة للبرامج الاجتماعية الجادة . واضافت ان هذا المشروع يشكل ايضا نموذجا يحتذى به في تعاون إسبانيا مع محيطها الاقليمي في مجالات التربية والتكوين المهني، خاصة وأن المغرب قطع اشواطا هامة قانونيا وعمليا في تحقيق المسواة وضمان تكافؤ الفرص ومواكبة الجماعات المحلية في عملية تضمين سياساتها وبرامجها كل الابعاد المتعلقة بالنوع الاجتماعي واشراك الساكنة المحلية في المخططات الجماعية للتنمية. واشتمل برنامج الندوة على عرضين تعلق الاول بتقديم نتائج مشروع تحسين الحكامة المحلية على مستوى الجماعة الحضرية لتطوان وجمعيات المجتمع المدني بعد سنتين من الاشتغال، فيما تناول الثاني عناصر استدامة المشروع وأثره على آفاق اشتغال اقسام العمل الجمعوي والتنشيط الثقافي والرياضي بالهيئات المنتخبة، كما تم بالمناسبة تقديم كتاب حول "آليات المشاركة المواطنة ..تجربة الجماعة الحضرية لتطوان" ويشتمل على ثلاثة محاور تهم "تجربة المجلس الجماعي للطفل " و"لجنة المساواة وتكافؤ الفرص" و"المجلس الجماعي للشباب ".