ربما استعجب الكثيرون لماذا حافظت معظم شركات الاتصال على تسويق الجيل الرابع 4 g بنفس ثمن الجيل الثالث 3، و تحملت هذه الشركات عبأ الفارق المادي هل حبا في المستهلك ؟ طبعا لا ….. إن هذه الشركات ستحقق أرباحا مضاعفة بالمقارنة مع الأرباح التي حققتها عبر تسويق خدمات الجيل الثالث، فإذا كان المشترك سيستهلك مثلا 1 جيغابايت من الإنترنت في الشهر عبر تقنية الجيل الثالث، لأن الصبيب سيكون أقل ضعف ، خاصة عند التحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو، مع إطلاق خدمات الجيل الرابع، سيستهلك نفس المشترك 1 جيغا بايت في أقل من شهر ويمكن أن تصل المدة ليوم أو يومين فقط، وذلك مقارنة بالسرعة المرتفعة للجيل الرابع لأن هذه السرعة ستشجع المستهلك على الإقبال الكبير في التحميل و كذلك لمشاهدة الفيديوهات مباشرة . غير أن الأهم في هذه العملية إقدام المستهلكين على شراء اللوحات الإلكترونية و الهواتف الذكية بدل استعمال الحواسب المنزلية العادية ، خصوصا و أن اللوحات الإلكترونية و الهواتف يمكنك حملها وإستعمالها حتى خارج البيت . وهنا نطرح على سبيل المثال، تحميل تطبيق بسعة 2 ميغابايت بتقنية 3G يتطلب 6 ثواني إلى 10 ثواني، وعبر تقنية 4G فقط أقل من ثانية واحدة، ويمكن تحميل مقطع فيديو بحجم 700 ميغابايت في حوالي 50 دقيقة عبر تقنية الجيل الثالث، وعبر الجيل الرابع يمكن تحميله في أقل من 20 دقيقة، أي فرق 30 دقيقة، وبالتالي ستدفعك سرعة التقنية إلى التحميل أكثر والاستهلاك أكثر. هذا المعطى سيدفع المستهلكين إلى رفع نفقاتهم فيما يتعلق بشحن الإنترنت من الجيل الرابع، وما كان يستهلك في أسبوع يمكن أن يستهلك في دقيقة، وعلى سبيل المثال فالمستهلك الذي كان يستهلك 100 درهما في شهر قد يستهلكها في 15 يوما أو أقل، وبالتالي سيجد نفسه مضطرا إلى تعبئة بطاقته من أجل الربط بالإنترنت، وعوض 100 درهم في الشهر قد ينفق 200 إلى 300 مائة درهم وأكثر في الشهر.