التأم مساء الجمعة 20/03/2015 بتطوان المنتدى الوطني السادس للفكر السوسيولوجي بالمغرب والذي تمتد أشغاله على مدى ثلاثة أيام حول موضوع "سوسيولوجيا التدين" وبعنوان فرعي "الدين والتدين بالمجتمع المغربي..إشكالات ومقاربات" بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين. وكانت المحاضرة الافتتاحية من تقديم الدكتور أحمد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية بالرباط. وقد توالى على منصة التقديم في بداية افتتاح هذا المنتدى ذ. أحمد بوخبزة نيابة عن رئيس الجماعة الحضرية لتطوان مرحبا بالحضور الكريم ومنوها بمجهودات المنتدى السوسيولوجي بمدينة تطوان. ثم ذة.عزيزة البقالي نيابة عن وزير جمعيات المجتمع المدني والعلاقة مع البرلمان حيث ذكرت بدور الجمعيات في تاطير الشباب وتوجيهه الوجهة الصحيحة مذكرة بان انعقاد هذا المنتدى يأتي في خضم الاحتفالية السنوية باليوم الوطني للمجتمع المدني. وبعد ذلك تدخلت ذة. فوزية حيوح رئيسة المنتدى التي رحبت بهذا الجمع متمنية نجاح أشغال المنتدى السوسيولوجي والذي بلغ دورته السادسة شاكرة في الآن نفسه المصالح الوزارية التي دعمت هذا المنتدى. ثم ابتدأ المحاضر د.أحمد الخمليشي محاضرته منطلقا من العنوان الذي اختاره المنتدى لظرفيته استجابة لاحتياج الناس اليوم لفهم الدين عقيدة وممارسة والشباب بصفة خاصة أمام الظواهر التي نشأت مؤخرا في فهمها السيء للدين. ثم ذكر المحاضر أن لهذه الظاهرة سببان داخلي/ ذاتي وخارجي مع ما يلاحظ بينهما من تناقض. ويتجلى العامل الخارجي فيما أفرزه الاستعمار على الدول العربية والإسلامية وما فرضه عليها من قوانين وضعية على هذه الشعوب وما سببته العقلية الغربية قبل ذلك أيام محاكم التفتيش بالأندلس والحروب الصليبية بالقدس من خلق التعصب الديني بين الشرق والغرب أدت إلى معاداة التدين بصفة عامة واتجهت بالعقل البشري للبحث عن الحرية والسعادة بعيدا عن الدين وأعطت للعقل سلطة عليا لا تضاهى. فيما تمثل العامل الداخلي في التقصير الذي أصبحنا نعيشه اليوم في مجال التدين متمثلا أولا في ذلك الخلط المفاهيمي بين مجال الرأي والاجتهاد وبين التشريعات الدينية نشا عنه ما أصبح يعرف اليوم بالتعصب المذهبي الذي أدى إلى ظهور الغلو والتطرف. وثانيا في ظاهرة التملص من المسؤولية في أداء الواجبات والذي أفرز التحايل على القوانين باعتبارها قوانين وضعية. كل هذا –يؤكد المحاضر- أسهم في تعميق سوء فهمنا لمسألة التدين وشيوع مفاهيم خاطئة عنه وهو الأمر الذي يجب الانتباه إليه في أثناء عرض باقي عروض هذا المنتدى. فالخلاف أمر واقع ولكن يجب البحث عن المشترك الأدنى للتعايش..وختمت المحاضرة بفتح باب النقاش لإشراك الحاضرين في هذا الحوار السوسيولوجي حول مسألة التدين.