كتب: يوسف بلحسن كان من المفروض ان أخط هذا العمود مند أسابيع أي في فترة دروة السياحة بمنطقتنا الشمالية وبالخصوص بمرتيل الجميلة ولكن أحداث مصر،ارهاب العسكر ومنافقي الأمة الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء أغلقت كل أفق للكتابة لدي …المهم ،ذاك ملف لا وقت ولا حيز زماني له وهو ملف أمة الاسلام إلى يوم البعث،ونحن معه ووراءه وأمامه بنفس درجة ايماننا بصدق رسالة النبي محمد ونبوءته بعودة الخلافة… لنعد ادن إلى موضوع السياحة والعنصرية، هناك مثل جميل يقول: "فحال جنان اليهودي الماكلة فيه واللعنة عليه"هذا ينطبق بالحرف على نوعية العلاقة التي تربط زوار مطقتنا و ضيوف فصل الصيف مع بعض الناس هنا، لا أدري من أين تأتي كل تلك الحمولة العنصرية البغيضة لدى البعض هنا في الشمال تجاه كل قادم من الجنوب ولا أدري ما نوع الحقد الدفين الذين يحملونه لدرجة تجعلهم ينتشون بوصف إخوانهم بأردل الأوصاف ونعتهم بأقبح الصفات لالسبب معقول سوى لتتبيث خطئ فاضح قوامه:" هدوك العروبية الموسخين؟؟؟ترى هل الذي يحل بيننا،من جهة، ضيفا ليتمتع بحقه في التنزه بجزء من وطنه ومن جهة أخرى ليساهم في تنمية اقتصادية هامة ليس فيه من الايجابيات شيئ يذكر؟ترى هل نحن أصلا أفضل من أحد حتى نتكبر عليه؟أذكر أننا في مرحلة الصغر كان أمر العنصرية يشكل جزءا من هويتنا وكانت العملية متبادلة بين أبناء الوطن الواحد فإخوة الجنوب ينادونننا : "اولاد السبانيول" ونحن نرد لهم الصاع بنعتهم بصفات لا حد لها..المهم أن حقد المستعمر من جهة وظلم الدولة بعد الاستقلال من جهة أخرى لمنطقة الريف والشمال عموما كان له ما يبرره في حمل نوع من الحقد على الطرف الأخر، كنا وإلى أمد قريب مجرد: "أوباش" وكانت منطقتنا الشمالية في آخر صف التنمية بالمغرب وحتى رجال السلطة الذين كانوا يعينون عندنا كان يتم اختيارهم ليساهموا في تأكيد ظلم الدولة لجزء من ترابها لأسباب سياسية وتاريخية..وبالتالي فقد كانت الحمولة العنصرية البغيضة لها ما يبررها "نوعا ما".لكن الوضع تغير جدريا في السنين الأخيرة ومعه تغيرت العقليات وتعلمنا كيف نحافظ على اختلافنا في وحدتنا وعرفنا أن قيم ديننا التي دائما أكدت على نبد العنصرية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق المطالب دونما حاجة لرفض الآخر…عرفنا مثلا أن اخوتنا تعلموا في مدراس الجنوب والشمال بالتساوي وتعلمنا كيف نوازي من جهة ونفرق من جهة أخرى بين العنصري الحقيقي ذاك الذي يستغل خيرات بلدي وسلطاته السياسية والاقتصادية ليحقق أرباحا على حساب اي مبدإ وبالتالي فهو لا يهتم بالمنطقة التي ينتمي لها أصلا .وعرفنا أن بعض الشماليين الذين يتبججون بالاخلاق هم أول من يكري منازله للدعارة ويستفيد من الطفرة التجارية لفترة الصيف، وأن زوار الجنوب لمناطقنا بينهم الصالح والطالح والمستهتر والغير المخلق بنفس قدرنا…ولمسنا كيف تنتعش العجلة الاقتصادية بشكل ملفت ويستفيد منها الاف الناس مباشرة وغير مباشرة..وطبعا اكتشفنا بالمقابل ضعف مسؤولينا وسياسيينا وعجزهم عن تنظيم المرافق وتحسين الخدمات بل وحتى قدرتهم على وضع برنامج سياحي واقتصادي يحقق راحة الزائر وتنمية مداخيل الجماعة من جهة اخرى..باختصار تعلمنا وووعينا أن الوطن الواحد لا يمكنه أن يرفض اي جزء منه وأنه من الأفضل بالنسبة لنا أن نحسن التعايش بيننا وأن نحترم بعضنا البعض ونحترم قيمنا وعادتنا حتى نبني جميعا مغربا آخر يقطع مع الانتهازيين والوصوليين ويحقق تنميته المستديمة …وبه فإننا نقول لزورانا الكرام شكرا على اختياركم لمنطقتنا ومرحبا بكم السنة القادمة.