"إنه لأمر فطري أن يقوم المرء بتجربة طريقة جديدة، إذا لم ينجح يقر بصراحة ذلك ثم يقوم بتجربة وسيلة أخرى. لكن يبقى أهم شيء هو المحاولة". كان هذا هو شعار أول فوج تخرج من المدرسة الورشة المتواجدة بمدرسة دار الصنائع و الفنون الوطنية بتطوان و التي خاضت أول تجربة متمثلة في تكوين مجموعة من الشابات و الشباب، الذين عملوا بفضل الجمعية المغربية للمدارس الورشة للتنمية -على مدى سنتين- "بدار الصنعة " المتواجدة بباب العقلة على بلورة كفاءاتهم في مجال جديد و فريد من نوعه، والمتمثل في إدماج مهني للشباب قصد إنقاذ و تثمين التراث الثقافي المعماري لهذه المدينة العريقة و المصنفة ضمن التراث العالمي. هذه المدرسة نموذج رائد للتكوين مستمد من تجارب ناجحة بإسبانيا و فرنسا و بلدان أمريكا الجنوبية، و من أهدافها إدماج سوسيو مهني لشباب المغاربة، إناثا و ذكورا، في سوق الشغل أو خلق مقاولات صغرى شبابية للمساهمة في ترميم التراث الثقافي المعماري لمدينة تطوان، المصنفة تراثا عالميا للإنسانية من طرف اليونسكو. تبنت هذه الورشة ستة حرف و هي : البناء و ترميم المعالم، الترصيص المتخصص في ترميم المعالم التاريخية، الجبص الفني، كهرباء المعالم التاريخية، النجارة الفنية، و الحدادة. تم اختيار أكثر من 70 شابا و شابة من بين أكثر من 300 مرشح و مرشحة لكفاءتهم و جديتهم و مثابرتهم. و فتحت لهم باب الأمل لأجل ضمان مستقبل مهني واعد لهم جميعا وذلك بعد وضع استراتيجية جديدة للمحافظة على التراث الثقافي المعماري لهذه المدينة. و قد تضمن هذا التكوين على مدى سنتين لبرنامج دراسي في الإعلاميات و الرياضيات، و اللغات، و التراث و الوقاية من مخاطر العمل. هذا التكوين كان هادفا وواضحا لأنه عمل على مقاربة النوع من جهة، وعلى تحديد مسار مهني واضح من جهة أخرى، يناسب كفاءة التطلع لإتقان عمل ناجح و توفير مسار مهني مضمون في سوق يعرف شحا كبيرا في هذا المجال. و بما أن التجربة كانت ناجحة بكل المقاييس فقد تقرر تمديد المسار لسنتين جديدتين قصد فتح الباب أمام راغبين جدد في تتبع نفس المسار و على نفس المنوال بهذه المدرسة الرائدة و المتواجدة بدار الصنائع بباب العقلة ،و ذلك من أجل ضمان تنمية بشرية مستدامة من جهة، و إدماج اقتصادي و اجتماعي لفائدة أبناء هذه المدينة العزيزة من جهة ثانية…