طالعتنا الجرائد الوطنية الورقية والإلكترونية ضمن عناوينها الرئيسية بخبر وفاة خادمة متأثرة بحروقها بالمستشفَى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، وعلى خلفية الحادث تم اعتقال المشغلين لها وهم معلمة وزوجها الدركي، ليتم إطلاق سراح الزوج وإبقاء المعلمة قيد التحقيق، يأتي هذا الحادث وأثر حادث الخادمة "زينب" بوجدة، التي تعرضت إلى التعذيب الوحشي من طرف زوجة قاضي لم يندمل بعد في ذاكرة المواطن المغربي. إن الأمر المستشنع والذي لا يجد أدنى مبرر للتعاطف مع المتهمين في مثل هذه الحوادث هو صدور تعنيف الخادمات عن زوجة قاضي وهو وصف يحيل إلى مستوى ثقافي ووعي مجتمعي، وعن معلمة التي من المفترض أن تكون مربية الأجيال على قيم التسامح والرحمة بالآخرين. فإذا كانت مثل هذه الفئة المثقفة تصدر عنها مثل هذه الأفعال الشنيعة، فكيف بالفئات غير المثقفة، خصوصا وأن قاصرات كثيرات، يتعرضن لشتى أنواع التعذيب والاغتصاب في بيوت مشغليهم، وهذا ما أشار إليه تقرير لمنظمة "هيومان رايتس" ووتش، حينَ نبهت إلى أوضاع صعبة تعيشها أزيد من ستة وستين ألف خادمة بالبيوت في المغرب. إن هذه الحوادث تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا المغربي، لتنبه إلى الخلل العميق في المنظومة القيمية الأخلاقية التي نعاني منها، والتي هي السبب الأساس في استفحال مثل هذه الجرائم في حق أفراد المجتمع.