طالبت جمعيات حقوقية، خلال ندوة صحفية عقدت اليوم بالرباط، بإطلاق سرح الناشط الجمعوي والحقوقي كمارا لاي فورا، المنسق الحالي لجمعية "مجلس المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب"، الذي اعتقل منذ 20 اكتوبر 2012، على خلفية "ترويجه للمخدرات". واعتبر دفاع كمارا، وكذا الجمعيات المساندة له، هذه التهمة بالواهية ولا يمكن فصل اعتقاله "عن مجموعة من الحملات التعسفية غير المبررة، عرفتها عدة مدن مغربية حيث استهدفت المهاجرين واتسمت بالاستعمال المفرط للقوة اتجاه مواطنين من جنوب الصحراء المغربية الذين غادروا بلدانهم من أجل حياة أفضل" كما جاء في التصريح الصحفي للجمعيات الحقوقية المنظمة للندوة الصحفية اليوم بالرباط.
وطالبت الجمعيات بالوقف الفوري "لكل الاعتداءات والاعتقالات والترحيلات التعسفية التي تقوم بها السلطات، والتي تضرب في صميم التزامات المغرب الذي صادق على العديد من المواثيق والعهود الدولية، من بينها اتفاقية حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، واتفاقية جنيف لحقوق اللاجئين".
وأكدت المتحدثة باسم الجمعيات، في تدخلها خلال الندوة، ان اعتقال كامارا لاي جاء لتصفية حسابات معه ويستهدف إسكات صوته والحيلولة دون مواصلة نشاطه في الدفاع عن المهاجرين الافارقة وحقوقهم، التي يتم الاجهاز عليها من طرف السلطات العمومية بالمغرب، عبر الاعتقالات التعسفية والتهجير عبر الحدود الجزائرية..
المنظمات الحقوقية اعتبرت أن "السياسة الأمنية الحالية ومنها إغلاق الحدود، تؤدي إلى مآسي إنسانية منها غرق عدد كبير من المهاجرات والمهاجرين يضافون إلى آلاف المفقودين في سواحل البحر المتوسط"، مضيفة أن هذه الحملات، التي تستهدف المهاجرين الافارقة جنوب الصحراء المغربية، تتميز "بترحيل المئات من المهاجرين والمهاجرات، يتم التخلي عنهم في الحدود المغربية الجزائرية في الخلاء في ظروف لا إنسانية خاصة مع هطول الأمطار وتدني درجة الحرارة مما يعرضهم لكل أنواع المخاطر".
للاشارة فإن الجمعيات المنظمة لهذه الندوة هي جمعية CADEM و "هيئة الدفاع عن كامارا لاي" و"منتدى بدائل المغرب" و "منظمة حريات الاعلام والتعبير"حاتم" و"مجلس المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب"و "ائتلاف جاليات الافارقة جنوب الصحراء بالمغرب" و"جمعية عدالة" بالإضافة إلى "الجمعية المغربية لحقوق الانسان" المستضيفة للقاء.
يشار ان كمارا لاي مثل مرتين أمام المحكمة الابتدائية بالرباط بتهمة الحيازة والمتاجرة في المخدرات هي تهمة يعتبرها دفاعه واهية، ورغم تقديم هذا الاخير لكل الضمانات لمثول المتهم في حالة سراح فإن هذا الطلب تم رفضه.
ودعت الجمعيات إلى إطلاق سرح كمارا لاي فورا، و"رد الاعتبار له وتوفير الحماية له باعتباره مدافعا عن حقوق الإنسان تفعيلا لإعلان الأممالمتحدة حول حماية المدافعين عن حقوق الإنسان"، كما دعت و كل "الهيآت الحقوقية والمدافعة عن حقوق المهاجرين والمنظمات الدولية إلى التضامن القوي مع المهاجرين والمهاجرات ضحايا الانتهاكات التي تمارسها الدولة اتجاههم".