مرة أخرى، استطاع جمهور مهرجان موازين أن يُسقط دعوات أصحاب المقاطة الذين يكرهون الفن وكل ما له ارتباط بالحياة، وذلك من خلال حضوره الوازن والمكثف في حفل الفنان البريطاني جاميروكواي، الذي ابهر غناء، وعزفا وأداء أمس الأحد بمنصة السويسي، في إطار الدورة ال17 من مهرجان موازين إيقاعات العالم. واستقبل جاي كاي الجمهور المغربي بعبارات "سلام موروكو، هيلو بيبول"، قبل أن يفتتح حفلا عالميا على إيقاعات الفانك والبوب والجاز عجّ بالحركة والإيقاعات، محفوفا بخمسة عازفين وكورال نسائي يتمتع بحرفية فنية عالية. والهبت المجموعة بقيادة جاي كاي الذائع الصيت، ، لما يقارب الساعتين، حماسة جماهير غصت بها جنبات منصة السويسي، هذا الفضاء الذي أضحى وجهة لألمع نجوم العالم، بلا منازع . أغنية تلو الأخرى، لم يكن هذا النجم البريطاني يتوقف إلا لأخذ جرعة ماء، يذرع المسرح جيئة وذهابا في حماس ظاهر، يتفاعل مع الفرقة الموسيقية حينا، ومع الجماهير حينا آخر، م رددا "سعيد بالتواجد هنا.. شكرا على حضوركم" . وهكذا قدم جاميروكواي، الذي كان يرتدي قبعة غريبة من وحي الإلكترو، باقة من أشهر أغانيه بدءا ب"كوسميك غيرل" الأكثر طلبا من قبل الجمهور، "ناو وي آر ألون"، و "يو غيف مي سامثيتغ"، و"وين يو غانا لورن" وغيرها من إبداعاته الموسيقية . لقاء جاميروكواي كان الأول من نوعه بالجمهور المغربي، لكنه لن يكون الأخير لا محالة، حظي بتجاوب كبير، وتفاعل باد مع لون موسيقي من بين الأكثر شيوعا في العالم. وكان النجم البريطاني قد أعرب في لقاء صحفي قبيل هذا الحفل عن حماسته للقاء الجمهور المغربي، ولم يخلف الوعد الذي أعطاه بتقديم حفل عالمي ، معتبرا أن الغناء في مهرجان موازين إيقاعات العالم ، "محطة هامة" في الأجندة الفنية للمجموعة. وتمكن جاميروكواي بفضل شخصيته الكاريزمية وفرقته المتمرسة في العزف على القيتارة والكمان وآلة الباس والأورغ، من فرض أسلوبه المتميز ، إذ عكس هذا النجاح مبيعات هذا الفنان ومجموعته والتي بلغت أزيد من 35 مليون ألبوم عبر العالم مما زاد من ألقه ووسع رقعة محبي فنه . على غرار الدورات السابقة، يعد مهرجان موازين إيقاعات العالم (من 22 إلى 30 يونيو) في طبعته السابعة عشر أن يجعل من مدينتي الرباط وسلا، محطة لقاء واحتفال ومتعة ، يتقاسم فيها الجمهور المولع بالموسيقى والفنانين ضيوف المهرجان ، لحظات تعكس أسمى قيم الانفتاح والتسامح والسلام التي تتعتبر خيارا أساسيا للمهرجان واعتمدها كشعار له منذ ولادته . ولأن موازين رسم له أهدافا تسمو بالفن وتحقق الاشعاع للمغرب، فإنه يخصص في كل دورة مساحة هامة للموسيقى المغربية ، ويفرد لها أكثر من نصف برمجته للمواهب الوطنية التي تمكنت من إيجاد موطئ قدم في الساحة الفنية المغربية والعربية ليتحقق لها اللقاء بالجماهير بشكل مباشر وتقول كلمتها . فهذا الموعد الفني الكبير الذي يحمل قيم السلام والانفتاح واحترام الآخر، يفتح للجمهور الواسع المجال للاستمتاع بنحو 90 في المائة من الحفلات الموسيقية خاصة تلك التي تقام في منصات بالهواء الطلق مجانا .