قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، إن العلاقات بين المغرب والإمارات "متميزة واستثنائية" تستمد صلابتها ومناعتها من أسس الأخوة الصادقة والتضامن الدائم والتعاون المثمر التي أرساها المغفور لهما الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأكد بوريطة خلال ترؤسه أشغال الدورة الخامسة للجنة المغربية الإماراتية المشتركة إلى جانب نظيره الإماراتي سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، مساء أمس بأبوظبي، أن هذا النهج "سار عليه وطوره وأعطاه مضمونا ملموسا صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحرص شديد ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان". وأوضح الوزير أن "الزيارات الملكية العشر لهذا البلد الشقيق، إضافة إلى اللقاءات بين القيادتين والمسؤولين في البلدين مكنت من تحقيق مكتسبات وإنجازات في مسيرة علاقاتنا الثنائية المتميزة". وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن "التشاور السياسي مستمر والتنسيق دائم والتضامن موصول بين البلدين في كل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية"، معربا في هذا الإطار عن اعتزاز المغرب بالموقف الإماراتي "المبدئي والتاريخي الداعم لوحدة المغرب الترابية وسيادته على صحرائه". وقال إن الأمر يتعلق ب"موقف صادق يحظى بتقدير كبير لدى الشعب المغربي، ويوازيه في صدقه الموقف المغربي الثابت الداعم لحق سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على جزرها الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وحقوقها السيادية على مياهها الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث". وأضاف بوريطة أنه "انطلاقا من قناعتنا بوحدة المصير ومواجهة نفس الأخطار والتهديدات على اختلاف مصادرها ومظاهرها، فإننا نسجل بفخر المستوى المتميز للتعاون والتنسيق بين البلدين في المجالين الأمني والعسكري". أما على المستوى الاقتصادي، فأكد الوزير أن الانجازات الهامة التي حققها البلدان في العديد من الميادين تجعل "تعاوننا نموذجا يحتذى به على المستوى العربي"، مبرزا أن دولة الامارات العربية الشقيقة انخرطت بقوة في مواكبة الرؤية التنموية لجلالة الملك محمد السادس، إذ أضحت "الشريك التجاري الخليجي الثاني للمغرب وثالث مستثمر دولي بالمملكة". وأشار إلى أن المشاريع الاستثمارية الاماراتية، تطورت في المغرب، حيث تجاوزت قطاعات تقليدية كالعقار والسياحة، لتشمل مجالات استراتيجية كالنفط والاتصالات والطاقات المتجددة بالاضافة إلى قطاع الفوسفاط. وقد واكب هذه الطفرة الاقتصادية والتجارية، يضيف الوزير، بعد إنساني واضح زاد من زخم هذه العلاقات تمثل على الخصوص في ارتفاع عدد المواطنين المغاربة المقيمين بدولة الامارات إلى أكثر من 55 ألف مواطن، قدم أكثر من نصفهم في السنوات الأربع الاخيرة، بفضل مبادرة التشغيل في إمارة أبوظبي. وسجل بوريطة أن اللجنة القنصلية التي عقدت دورتها الأولى اليوم، ستمكن من مواكبة ظروف عمل مواطني البلدين وتوفير المناخ الأمثل لتسهيل إقامتهم ورعاية مصالحهم. من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن هذه الدورة تنعقد في "ظرفية دقيقة تتسم بارتفاع حدة التوتر في منطقتنا بسبب كثرة الأزمات وتعدد الأحداث المؤثرة فيها وهو ما يتطلب تكثيف التشاور والتنسيق من أجل التعاطي العقلاني مع هذه التطورات، بما يستلزمه الأمر من رد متوازن وتحرك منسق مبني على أساس التشبث بمبادئ السلم والأمن والاستقرار واحترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول ورفض التدخل في شؤونها الداخلية ونبذ الفتن والتشرذم والانفصال وتعزيز قيم التعايش وحسن الجوار". ويأتي انعقاد هذ الدورة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، خلال الزيارة الملكية للامارات في 11 نونبر الماضي.