تم، أمس الجمعة بالرباط، توقيع مذكرة تفاهم في المجال الدبلوماسي بين المغرب ورومانيا واتفاقية تعاون ثنائية حول التكوين. وتنص هذه المذكرة، الموقعة بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ونظيرتها الرومانية، على إجراء مشاورات منتظمة لاستعراض وضعية علاقاتهما الثنائية. ووفقا لهذه المذكرة، أيضا، سيتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن القضايا الدولية والجهوية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التطورات السياسية الدولية والصراعات أو النزاعات الدولية والإقليمية، من أجل تعزيز الدور الإيجابي للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى في التخفيف من حدة الصراعات والمشاكل التي تواجه المجتمع الدولي. كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية، التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والمعهد الدبلوماسي الروماني، بهدف إقامة وتوطيد التعاون المتبادل بينهما في تكوين الدبلوماسيين الشباب، فضلا عن تبادل الخبرات والمعلومات والوثائق. وقال وزير الشؤون الخارجية الروماني، تيودور ميليسكانو، خلال لقاء صحفي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، "إن مواقف البلدين متطابقة تقريبا فيما يتعلق بتنمية العلاقات الثنائية والتعاون المتعلق بالمنظمات متعددة الأطراف بما فيها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة". وفي هذا الصدد، ثمن ميليسكانو العلاقات المغربية-الرومانية القائمة على "الاحترام المتبادل"، وإرادة البلدين تطوير علاقاتهما الثنائية في المجال التجاري، مذكرا بأن المغرب هو "أهم شريك تجاري لرومانيا في إفريقيا والشرق الأوسط". وأبرز أن مباحثاته مع بوريطة تناولت، بشكل خاص، رئاسة رومانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي اعتبارا من فاتح يناير 2019، مشددا على أهمية إعطاء "أولوية كبيرة" للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب الاتحاد الأوروبي. من جهته، أعرب بوريطة عن الرغبة في العمل مع رومانيا لتعزيز التعاون الثلاثي للقارة الإفريقية، مبرزا "الخبرة والاحترام" اللذين تتمتع بهما رومانيا في القارة الإفريقية. وأكد أن رومانيا "يمكن أن تكون شريكا مهما في مجال التكوين والاقتصاد واستقرار بعض المناطق في إفريقيا". وفي هذا الصدد، أكد بوريطة، أيضا، على دور رومانيا "الإيجابي" في تعزيز العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مثمنا "العمل الإيجابي والبناء" لهذا البلد في الشراكة ذاتها، لا سيما فيما يتعلق بالشراكات في المجالين الفلاحي والصيد البحري، "وكذلك جميع القضايا المتعلقة بالمغرب، التي يتم طرحها داخل الاتحاد الأوروبي". وأضاف بوريطة أن مباحثاته مع السيد ميليسكانو شكلت مناسبة لاتخاذ عدد من القرارات، بما في ذلك القرارت المتعلقة باللجنة المشتركة المغربية الرومانية المقبلة في بوخاريست، والتي من المتوقع أن يسبقها منتدى أعمال لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكدا أن هذه المحادثات كانت "مثمرة وغنية جدا" وأتاحت لكلا الطرفين استشراف مستقبل العلاقات الثنائية بشكل إيجابي. وقال بوريطة "اتفقنا أيضا على تعزيز التبادلات في مختلف المجالات، حيث سنضع جدول أعمال في بوخاريست أو الرباط لمختلف الوزراء من أجل تعميق التعاون القطاعي"، مذكرا بأن العلاقات بين البلدين "عريقة"، وأشار إلى أنه تم، في السنة الماضية، الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب ورومانيا.