اتفقت الكوريتان الشمالية والجنوبية على أن يرفع وفديهما علما موحدا في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018، المقرر عقدها في مدينة بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية. وذكرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب"، اليوم الأربعاء 17 يناير الجاريي، أن "الكوريتين اتفقتا على الاشتراك في حفل افتتاح الأولمبياد تحت علم موحد". وكانت بيونغ يانغ وسيئول قد اتفقتا على مشاركة رياضيي كوريا الشمالية في الألعاب الأولمبية المرتقب انعقادها في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية. يأتي هذا الاتفاق بعد مباحثات ثنائية بين الكوريتين على مستوى عال تهدف إلى إيجاد سبل لتحسين العلاقات بين الجنوب والشمال. يشار إلى ان كوريا تحررت من الحكم الياباني سنة 1945 ، لكنها انقسمت إلى قسمين: كوريا الشمالية الشيوعية، التي حررها الاتحاد السوفيتي، وكوريا الجنوبية، التي حررتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويفصلهما خط عرض 38، وذلك منذ 1947. وفي العام 1950 اندلعت حرب أهلية بين الكوريتين وتحول الصراع البارد إلى ساخن حيث كان المعسكر الشرقي داعما لكوريا الشمالية والمعسكر الغربي داعما لكوريا الجنوبية. وتصاعد التوتر بشدة بين الكوريتين أوائل العام 2010 حين اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بإغراق سفينة حربية بطوربيد، مما أدى إلى مقتل 46 بحارا جنوبيا. وتعتبر كوريا الشمالية آخر معاقل الشيوعية في العالم وتبقى من أكثر المناطق الدولية توترا. وكانت الإدارة الأمريكية قد صنفت نظام كوريا الشمالية منذ عام 2002 ضمن محور الشر والدول الداعمة للإرهاب، وبدأت التوترات تتصاعد حقا في أعقاب أكتوبر 2010 عندما اتهمت واشنطنكوريا الشمالية بتطوير برنامج سري للأسلحة النووية، وهو التوتر الذي ازدادت حدّته مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالامريكية، بلغت ذروته في الأيام الاخيرة مع تبادل الرئيسي البلدين لاتهامات وأوصاف تجاوزت حدود اللياقة واللباقة الدبلوماسية لتسقط في الشعبوية المقيتة. وفي 25 نونبر 2015 أعلنت الكوريتان في ختام اجتماعات ماراثونية توصلهما إلى اتفاق لنزع فتيل توتر كاد يؤدي بهما إلى حافة الحرب، إثر اتهام سول بيونغ يانغ بزرع ألغام أدت إلى إصابة جنديين كوريين جنوبيين. ونص الاتفاق خصوصا على استئناف اللقاءات السنوية بين العائلات التي فرقتها الحرب، وهي لقاءات جرت قبل شهر من ذلك بعد انقطاع استمر خمسة أعوام. كما تضمن استئناف اللقاءات الثنائية الرفيعة المستوى. ونفت كوريا الشمالية أن يكون لها أدنى دور في قضية الألغام، ووجهت إنذارا لكوريا الجنوبية لإنهاء هذه "الحرب النفسية"، مهددة بعمليات انتقامية عسكرية إذا لم تستجب سول.