بعد نحو عام من انطلاق العمليات العسكرية من الموصل في شمال العراق، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت سيطرة قواته "بشكل كامل" على الحدود السورية العراقية، مؤكدا "انتهاء الحرب" ضد تنظيم الدولة الإسلامية. سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014 على ما يقارب ثلث مساحة العراق، بعد اجتياحه لمناطق واسعة فيه وفي سوريا المجاورة. وقال العبادي خلال افتتاح مؤتمر الإعلام الدولي في بغداد إن "قواتنا سيطرت بشكل كامل على الحدود السورية العراقية ومن هنا نعلن انتهاء الحرب ضد داعش". وأضاف رئيس الوزراء العراقي الذي تسلم السلطة في البلاد حين كان التنظيم على مشارف بغداد "إن معركتنا كانت مع العدو الذي أراد ان يقتل حضاراتنا، ولكننا انتصرنا بوحدتنا وعزيمتنا، وبفترة وجيزة استطعنا هزيمة داعش". وفي خطاب آخر رسمي أمام وزارة الدفاع وبحضور ممثلين لكافة القوات المسلحة، أعلن العبادي أن المعركة المقبلة ستكون ضد الفساد، المستشري في البلاد. وقال إن "محاربة الفساد ستكون امتدادا طبيعيا" لعمليات التحرير. من جهة ثانية، أوضح القائد العام للقوات المسلحة العراقية أنه "على الرغم من إعلان الانتصار النهائي، يجب أن نبقى على حذر واستعداد لمواجهة أية محاولة إرهابية تستهدف شعب نا وبلدنا. فالإرهاب عدو دائم والمعركة معه مستمرة". وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أصدرت بيانا أعلنت فيه تمكن القوات العراقية من "تحرير الجزيرة بين نينوى والأنبار بإسناد طيران الجيش (...) وتمسك الحدود الدولية العراقية السورية شمال الفرات من منطقة الرمانة حتى تل صفوك على طول 183 كيلومترا". وأضافت أنه بذلك "تم إكمال تحرير الأراضي العراقية كافة من براثن عصابات داعش الإرهابية وأحكمت قواتنا البطلة سيطرتها على الحدود الدولية العراقية السورية من منفذ الوليد إلى منفذ ربيعة". وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء مساء، يوم غد الأحد عطلة رسمية في البلاد، لمناسبة "النصر الكبير". وفي تغريدة على تويتر، هنأ التحالف الدولي الحكومة العراقية باللغة العربية قائلا "نبارك للحكومة العراقية وللقوات الأمنية العراقية بتحرير كل المناطق التي كانت خاضعة لداعش في العراق". لكن البيان بالإنكليزية لفت فقط إلى "تحرير المناطق المأهولة بالسكان التي كان يسيطر عليها داعش"، ما يشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال موجودا في مناطق ومخابئ غير مأهولة. من جهتها، رحبت واشنطن بانتهاء "احتلال" تنظيم الدولة الاسلامية "الشنيع" لمناطق واسعة في العراق. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر ناورت ان "اعلان العراق يشير الى انتهاء آخر فلول +الخلافة+ التي اعلنها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وان الاشخاص المقيمين في تلك المناطق قد تحرروا من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الوحشية". لكنها اضافت في بيان ان ذلك لا "يعني ان المعركة ضد الارهاب او ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق قد انتهت". ويأتي الإعلان العراقي بعد يومين من إعلان روسيا أن الأراضي السورية "تحررت بالكامل" من تنظيم الدولة الاسلامية رغم انه ما زال يسيطر على عدد من الجيوب.