اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالتضامن مع مديرة نشر صحيفة (الفجر)، وتطرقت للتجمع الذي نظم، أول أمس الاثنين، أمام مقر صحيفة (الفجر) بالجزائر العاصمة، تضامنا مع حدة حزام، التي تخوض إضرابا عن الطعام منذ ثمانية أيام. وكتبت صحيفة "لوتان دالجيري"، في هذا الصدد، أن عددا كبيرا من الصحافيين والفاعلين في المجتمع المدني وممثلي المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان مثل منظمة (العفو الدولية) والأحزاب السياسية كالتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، توافدوا من أجل التعبير عن تضامنهم مع مديرة النشر بالصحيفة التي تصدر باللغة العربية، والتي تحتج على ما تصفه ب"الضغط الممارس" ضد صحيفتها من قبل السلطات "من خلال حرمانها من الاعلانات الحكومية للوكالة الوطنية للنشر والإشهار". وسجلت لجنة الدعم، في بيان لها، أن "التجمع ندد بإخلاف وزير الاتصال للموعد مع التوجه الداعي إلى فتح حوار دون تأخير حول مستقبل الصحافة الجزائرية بعد سنوات من استعمال السلطات العمومية للإشهار في الابتزاز". من جهتها، كتبت صحيفة (الخبر) أنه بعد إلحاح من المتدخلين في هذا التجمع التضامني ظهرت الصحافية لدقائق معدودة بعد انطلاق التجمع وقد بدت عليها علامات الضعف وغير قادرة على الكلام، وقبلت إنهاء إضرابها عن الطعام. وكشفت الصحيفة أن العديد من المشاركين في التجمع عبروا عن تضامنهم مع صحفيي (الفجر) الذين لم يتوصلوا بأجورهم منذ أربعة أشهر. ونقلت عن أحد الصحفيين قوله "لقد توصلنا في مناسبتين طيلة أربعة أشهر، بنصف رواتبنا"، مشيرا إلى صعوبات في الاستمرار في العمل والضغط الذي يثقل كاهل العمال على الصعيد الاجتماعي، وهي وضعية تسائل السلطات ومالكي الصحف الذين يتعين عليهم أن يضعوا في مقدمة أولوياتهم التكفل بظروف عمل مهنيي الصحافة من أجل مشهد إعلامي أفضل. من جانبها، أوردت صحيفة (الوطن) أن الجسم الصحفي اتحد خلال تجمع يوم الاثنين حول كلمة واحدة " لا لخنق وسائل الإعلام"، معبرا بالمناسبة عن تضامنه مع حدة حزام. وأضافت أن صحيفتها هي من بين وسائل الإعلام "المدرجة في اللائحة السوداء للسلطات العمومية وبفعل خطها التحريري والتي تتم معاقبتها عن طريق حرمانها من إعلانات الدولة التي تمر عبر الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، وهي مؤسسة عمومية تحتكر تدبير الاشهار العمومي". بدورها، كتبت صحيفة (ليبيرتي) أن العديد من الصحافيين تناولوا الكلمة خلال هذا التجمع، الموجه لإثارة انتباه وزارة الاتصال حول الحالة الصحية لحدة حزام، وحول هشاشة الصحافة المستقلة بصفة عامة، من أجل اقتراح القيام بأعمال ملموسة في إطار مواصلة المعركة التي انطلقت من خلال الإضراب عن الطعام. وأكدوا جميعهم ضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة في حياة الصحافة بالجزائر، يتعين أن تنطلق من تشخيص واقع القطاع. وقد دقت الصحف الجزائرية ناقوس الخطر وعبرت عن مخاوفها "من أن الجزائريين يوجدون اليوم في نفس المشروع الرامي إلى القضاء على أي صحافة في بلادهم تقاوم الضغوط والاستبداد، وأن هناك إرادة قوية لإسكات أي حركة احتجاجية في المجتمع". كما لاحظت أن الجزائر غارقة في الأخبار الواردة من الخارج وأن الجزائريين لا يعيرون الاهتمام للأخبار التي يتم بثها على التراب الوطني، فهم يأخذون الحيطة والحذر منها ويرفضونها بشكل مطلق.