أبرز أئمة مغاربة بولاية هيسن الالمانية (غرب)، الدور المحوري الذي يضطلع به الإمام في محاربة التطرف وتحقيق التعايش السلمي داخل المجتمع الالماني. وعبر الائمة خلال لقاء مع غيرهارد ميرز، رئيس لجنة الإندماج، والشؤون الاجتماعية لدى الفريق الاشتراكي في برلمان ولاية هيسن ، عن رفضهم لتعميم الاحكام والصور النمطية السلبية التي يحاول بعض السياسيين والاعلاميين الصاقها بالامام. كما تطرقوا خلال هذا اللقاء الذي انعقد على هامش زيارة لبرلمان الولاية في فيسبادن مؤخرا في إطار مشروع تكويني لفائدة أزيد من 40 اماما تحت إشراف المعهد الالماني "غوته"، الى تنامي مشاعر العداء ضد المسلمين في المانيا، وماهية برامج الاحزاب المعتدلة في مواجهة ذلك. وأبرز عبد الصمد اليزيدي، منسق مشروع التأهيل اللغوي، والثقافي للأئمة لدى معهد غوته، في كلمة بهذه المناسبة، مجالات اشتغال الأئمة في السياق الألماني ودورهم في خلق فضاءات آمنة مبنية على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي. ودعا السياسيين إلى دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في تحصين الشباب وحمايتهم من الأفكار المتطرفة. من جانبه، أشاد ميرز في مداخلته بمبادرة الأئمة لتعلم اللغة الألمانية، وزيارة المؤسسة التشريعية في الولاية. وأكد أنه بصفته عضوا في البرلمان منذ أكثر من 12 سنة - فانها المرة الأولى التي يتشرف فيها باستضافة وفد رفيع المستوى من رجال الدين المسلمين. وتأتي هذه الزيارة في ختام المحور الأخير من المشروع التكويني والمتعلق بالنظام السياسي في ألمانيا، وطرق المشاركة السياسية. وتم خلال هذه الزيارة تقديم شروحات للائمة حول تاريخ البرلمان واختصاصاته، وآليات التشريع، وهيئاته، وأشكال انتخاب الممثلين السياسيين. وتتبع الائمة عرضا مصورا حول البرلمان،وجلسة مناقشة مشروع قانون من المنصة الشرفية للبرلمان الولائي. يشار الى أن المشروع التكويني انطلق سنة 2015 لفائدة 40 إماما مغربيا يعملون في مساجد موزعة على ولاية هيسن، بتعاون مع مجلس الجالية المغربية في الخارج، والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، والمكتب الفيدرالي للهجرة، واللاجئين في ألمانيا. ويتضمن البرنامج الى جانب تعلم اللغة الالمانية، ورشات تدريبية، وأيام دراسية ناقشت مواضيع شتى منها آليات وسبل تأطير الشباب، وأسباب وخلفيات تأثر الشباب بدعوات الغلو والتطرف، والنظام السياسي وطرق المشاركة السياسية والمجتمعية في ألمانيا.