بعد أقل من يوم واحد على تعيينه وزيرا أول، اختار عبد المجيد تبون أعضاء الحكومة الجزائريةالجديدة، ولوحظ أن اللائحة لا تتضمن رمطان لعمامرة أشرس عدو للمغرب ومصالحه.. كما أم لائحة الوزراء خلت من ما كان يسمى ب"الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية"، التي كان يتحمل مسؤوليتها عبد القادر مساهل الذي خلف رمطان لعمامرة على رأس وزارة الخارجية.. خلو حكومة عبد المجيد تبون من وزارة بحجم وزارة "الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية"، التي كانت تعول عليها الجزائر لمعاكسة المغرب والوقوف امام مصالحه، فضلا عن إقصاء رمطان لعمامرة الذي يعد من ألدّ خصوم المغرب وأشرس الوزراء الذين تخصصوا في مهاجمة المغرب وتنفيذ اجندة العسكر والمخابرات في كل المحافل الدولية، (هذه المستجدات) تطرح العديد من الاسئلة حول اسباب وخلفيات هذه التغييرات.. ويرى الملاحظون ان هذا التغيير الذي حصل على مستوى التشكيلة والهندسة الحكومية الجديدة في الجارة الشرقية، يعكس من جهة فشل الجزائر الدبلوماسي على المستوى الافريقي والعربي والمغاربي وهو ما عجل بإلغاء وزارة "الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية" بعد ان اقتنع المسؤولون بلاجدواها.. كما ان إقصاء رمطان لعمامرة، هو تأكيد على ان هذا الاخير فشل فشلا ذريعا في المهمة التي اسندت إليه منذ مدة وهي المهمة التي تقضي بمعاكسة المغرب وعرقلة مساره على مستوى الدبلوماسية الخارجية، وهو ما لم يفلح فيه "البولدوغ"، كما يسميه الجزائريون بالنظر إلى شراسة تدخلاته والغلظة في الكلام وفظاظة العبارات التي يتلفظ بها أثناء تدخلاته سواء على المستوى الداخلي او الخارجي.. إقصاء لعمامرة من حكومة تبون كان منتظرا، خاصة بعد ان تعرض لسلسلة من الانتقادات خصوصا بعد فشل ما سمي بالمنتدى الاقتصادي الافريقي الذي نظم في الجزائر العام المنصرم، في محاولة لمجاراة ما يقوم به المغرب من مبادرات تروم التعاون جنونب-جنوب في إطارة شراكة رابح-رابح التي اطلقها جلالة الملك.. كما أن هذا الامر اتضح أكثر بعد ظهور عبد القادر مساهل إلى جانب الرئيس بوتفليقة وأخذ صور لهما قصد بثها عبر وسائل الاعلام الرسمي لتفنيد الاخبار والإشاعات التي انتشرت مؤخرا حول احتمال وفاة بوتفليقة بعد ان غاب طويلا عن الظهور وإلغاء زيارتي المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الإيراني حسن روحاني بالإضافة إلى تعذر استقبال الرئيس لعدد من الشخصيات الاجنبية التي قامت بزيارة إلى الجزائر..