حاول محمد لغروس، مدير موقع العمق المغربي، أن ينفي أية صلة له بقطر، لكن لا حيلة للميت أمام غساله، فقد جاءت الأوامر لينطلق في عمله علانية، وهو العمل الذي يتقاضى عنه 100 مليون سنتيم في السنة، بالإضافة إلى ما خفي من إكراميات يتلقاها بين الفينة والأخرى، ولم يخيب لغروس، المتخصص في الإساءة للمؤسسات المغربية، ظن مشغليه في قطر، فبدأ في تبرير أموال البترودولار الخليجي التي يتلقاها من دولة قطر عن طريق موقع عربي 21، الذي يديره النائب الإسرائيلي السابق وسمسار أمير قطر عزمي بشارة. فما معنى أن ينشر اليوم موقع يحمل اسم العمق المغربي مقالا تحت عنوان "أمير قطر: دول تمارس الإرهاب بمبرر مكافحة التطرف والأسد شرد شعبه"؟ فهل أصبحت قطر عمقا مغربيا؟ أم أن قطر لديها مخطط قديم لضرب العمق المغربي الحقيقي؟ أليست قناة الجزيرة الفضائية قد شرعت في تجريب الربيع العربي في المغرب عبر ادعائها مقتل محتجين بسيدي إفني؟ وهل الأخبار المخملية لدولة مجهرية يصعب رسمها على الخارطة تهم القارئ المغربي وتعني هذا الشعب؟ أليس نشر مثل هاته الأخبار تعبير صريح عن الولاء لدولة أجنبية من طرف صحافي وموقع مغمور يسكن غياهب حي في مدينة سلا؟ أليس الولاء لدولة أخرى هو عمق العمالة؟ إن نشر مقال من هذا النوع يؤكد بالحجة والدليل الأخبار التي تم تداولها أخيرا، والتي تتعلق بتلقي محمد لغروس أموال من دولة قطر مقابل خدمات لا يعلم طبيعتها سوى سعادة المدير ومن يشغله، ولم يعد لدى هذا الشخص أين يختبيء من تهمة تلقي أموال من الخارج. لسنا من دعاة التسطيح حتى نقول إن الاشتغال مع مؤسسة أجنبية جريمة. طبعا لا وألف لا. فهناك مغاربة يشتغلون مع مؤسسات أجنبية لكن يدافعون عن بلادهم. غير أن الموقع المذكور تخصص في ضرب المغرب ومؤسساته ومدح دولة ترعى الربيع العربي برسم الإرهاب. من غرائب الصدف، التي لم تترك للغروس أية باب يستشكل منه علينا، أن نشره لخبر أميري قطري مؤدى عنه، تزامن مع نشاطين ملكيين بالمغرب، الأول يتعلق بتوجيه الأمر الملكي اليومي بمناسبة ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية، والثاني يتعلق بترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن مأدبة غداء أقامها جلالة الملك بالمناسبة ذاتها. خبران مغربيان لا أثر لهما في موقع العمق المغربي، رغم أن القوات المسلحة هي التي دافعت وتدافع عن هذا العمق وتحميه. فبالله عليكم ما علاقة موقع يعترف عزمي بشارة إنه موقع مجهول بنشاط لأمير قطر أو تصريح له؟ لا يوجد أي مبرر لنشر هذا المقال إلا أنه خدمة مؤدى عنها مقابل الأموال التي يتلقاها. لقد أصبح اللعب اليوم على المكشوف. موقع تابع للعدالة والتنمية، وأنشأه الحزب لمواجهة المؤسسة الملكية ينشر أخبار أمير قطر. ويتلقى الدعم بالمباشر وبالوثائق كما نشرتها الزميلة الأخبار. فنطرح نحن السؤال: ما هو دور وزارة الاتصال الوصية على القطاع؟ أين هي مسؤولية الدولة المغربية أمام موقع يهاجم المؤسسات ويمارس العمالة بالوضوح لجهات راعية للفوضى في العالم العربي؟