أكد الخبير والدبلوماسي البنمي السابق، ديميتريو أولاسيريغي، أن قرار استئناف العلاقات بين المغرب وكوبا، بعد أزيد من 37 سنة من الجفاء، يعتبر "دليلا على الواقعية السياسية، والحس البراغماتي" من جانب المملكة المغربية . وأضح أولاسيريغي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا القرار يدخل بشكل عام ضمن الدور الفعال للمملكة على الساحة الدولية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يعمل على تعزيز مكانة المملكة في المحافل الدولية، مبرزا في هذا السياق العودة المظفرة للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والآن عبر الاهتمام الواضح بالعلاقات مع أمريكا اللاتينية .
وفي هذا السياق، اعتبر أن هذا القرار يعد ثمرة لمقاربة جلالة الملك محمد السادس ل"نهج دبلوماسية استباقية منفتحة على شركاء وفضاءات جغرافية جديدة"، مشيرا إلى أن الحكمة تقتضي أيضا التفاعل مع توجه كوبا نحو الانفتاح على العالم وطي صفحة "الصراعات الإيديولوجية الماضوية التي لا تفيد شيئا في ظل النظام السياسي والاقتصادي والدبلوماسي العالمي المعاصر ".
ولاحظ هذا الخبير المتخصص في شؤون المنطقة المغاربية أن هذا القرار "صفعة" بالنسبة للجزائر وصنيعتها (البوليساريو) لكونه يمهد إلى تقارب سياسي ودبلوماسي بين المملكة المغربية وجمهورية كوبا، موضحا أن الأمر يتعلق أيضا بخطوة كبيرة نحو تعزيز حضور المملكة بمنطقة أمريكا اللاتينية، والذي تزامن أيضا مع اتخاذ الرباط لمواقف صريحة بخصوص عدد من قضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السياسية والمؤسساتية التي تشهدها فنزويلا .
وأشار إلى أن استئناف العلاقات الثنائية بين المملكة والجزيرة الكاريبية سيساهم في تسهيل المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي بين الرباطوكوبا من جهة، كما سيعمل على تعزيز حضور المغرب بالمنطقة، وتمتين علاقاته ومصالحه بأمريكا اللاتينية من جهة أخرى .
وخلص إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه المغرب، بحنكة دبلوماسية وحكمة سياسية، توسيع شبكة علاقاته على مستوى العالم ويحشد مزيدا من الدعم لقضية الصحراء المغربية، تزداد الجزائر وصنيعتها (البوليساريو) عزلة على الساحة الدولية، خاصة بإفريقيا و أمريكا اللاتينية .