بالانتصار الذي حققته الحركة من أجل الوحدة والجهاد بغرب إفريقيا. التي تعتبر فصيلا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. على الحركة الوطنية لتحرير أزواد. يكون فصيل تنظيم القاعدة قد حقق أحد طموحاته في فرض نفوذه على جزء من منطقة الساحل والصحراء. وإن كانت الحركتان متحالفتين في السابق. فإن الهجوم الذي تعرض له طوارق الحركة الوطنية أمس الأربعاء من طرف فصيل تنظيم القاعدة. بمدينة غاو الإستراتيجية. أعاد إلى الأذهان نوايا الجماعات المتطرفة التي تنتمي إليها الحركة من أجل الوحدة والجهاد بغرب إفريقيا.
وتمكنت هذه الحركة في ظرف ساعات قليلة من السيطرة على المقر العام للحركة الوطنية لتحرير ازواد الذي كانت قد أطلقت منه الإعلان عن استقلال شمال مالي. ذلك الإعلان الذي ندد به المجتمع الدولي وأثار انشغال دول غرب إفريقيا وتخوفها من الانفلات الأمني بالمنطقة بكاملها خاصة وأن منطقة الساحل والصحراء تتميز بتعايش فسيفساء من القبائل والمجموعات العرقية.
وكان تجمع دول غرب إفريقيا قد اتخذ موقفا صارما بهذا الشأن خلال بداية أزمة مالي وأوصى بضرورة التدخل عسكريا بمالي للدفاع عن وحدة دولة تتمتع بالعضوية في التجمع.
من جهته أكد الاتحاد الافريقي موقفه الثابت من الوحدة الترابية لمالي. بالرغم من تعالي أصوات المناوئين للتدخل العسكري. والمطالبين بإجراء مباحثات سياسية. الأمر الذي رفضته الطبقة السياسية المالية معتبرة هذا الموقف "خيانة" و"تخلي عن مالي في أزمتها". وموضحة أن إجراء مباحثات سياسية في مثل هذه الظروف المطبوعة بالعنف سيكون "من باب العبث".
يذكر أنه منذ الانقلاب الذي شهدته مالي في 22 مارس الماضي. والذي أدى إلى تدهور الوضع الأمني بالبلاد. مما دفع بطوارق الحركة الوطنية لتحرير ازواد وفصيل تنظيم القاعدة إلى استغلال الفرصة والسيطرة على شمال مالي. شددت المملكة المغربية على ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية لدولة مالي حيث جدد المغرب في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون. تشبثه باستقرار مالي ووحدتها الترابية والتزامه بالعمل من أجل صيانة الأمن والسلام والاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء معربا عن استعداده للتعاون في هذا الاتجاه مع دول المنطقة والمنظمات الاقليمية المعنية.
ومن جهة أخرى أدانت منظمات دولية في تقارير أصدرتها في العديد من المناسبات تحالف شبكات تهريب المخدرات والسلاح مع الحركات الانفصالية من بينها جبهة "البوليساريو" التي ضبطت عناصر منها متلبسة في عمليات تهريب مخدرات وأسلحة مع عناصر من القاعدة.
من جهة أخرى علم من مصادر من مدينة غاو ان الكولونيل بونا اغ اطايوب زعيم طوارق الحركة الوطنية قد لقي حتفه على إثر هجوم من طرف إرهابيي تنظيم القاعدة بعد ان أفلح في قتل زعيم القاعدة في بلاد المغرب الجزائري مختار بالمختار الملقب ب"الاعور".