كما لو أنه رسول أو مبعوث رباني إلى البشرية، قطع الشيخ المتطرف أبو النعيم، خلال خروجه من المحكمة عندما كان متابعا بتكفير بعض السياسيين والمثقفين المغاربة، الشك باليقين مؤكدا انه لن يتصالح مع هؤلاء ولن يقبل صلحا "إلا في ظل شرع الله"، حسب تعبيره.. شيخ الغلو والتكفير، خرج من المحكمة محاطا بمحاميه وبعض حراسه الشداد الغلاظ، وهو يرغد ويزبد مؤكدا، في ردّ على سؤال لأحد الصحفيين حول إمكانية الصلح مع المشتكين، بان "الصلح في شرع الله.. وأن يتوبوا إلى الله، وأن يزيلوا كل زندقة وإلحاد وطعن في الدين، وانحراف شديد"، قبل ان يضيف: "لن نقبل شئا إلا بثوبتهم وأن يعودوا غلى الله" كذا !..
واستترسل مفتي القتل والتكفير في كلامه موجها اتهامات خطيرة لخصومه من خلال قوله:"لن أحاورهم لن أفاوضهم..عندنا رسالة عندنا أمانة عندنا دين، نحن عباد للرب..حتى يثوبوا إلى الله، حتى يعودوا إلى الله"، مضيفا أنهم "انحرفوا غاية الانحراف، واشاعوا في الامة كل ألوان الفساد، لا يمكن ان نتفاوض مع الذين ينشرون الكفر والزندقة وسب النبي عليه السلام والطعن في الشريعة، والتنقيص من الامة"، قبل ان يختم كلامه بالقول :"حتى يثوبوا إلى الله..حتى يعودوا إلى الله.."
هذه الاتهامات وما تحمله من مضامين مخالفة للقوانين وضرب في أعراض الناس، وتأليب الغوغاء من الاتباع والمريدين ضدهم، كافية لوحدها لكي تكون صكّ اتهام ضد الفقيه المتطرف، وهي قمينة بالزج به في السجن لسنوات بالنظر إلى خطورة كلامه..
كلام الشيخ ابو النعيم، في حق المخالفين ل"ملته"، لا يختلف في كثير منه عن كلام الشيخ السلفي حماد القباج، الذي أراد بنكيران وإخوانه فرضه وإدخاله عنوة إلى البرلمان لكي يستمتع المغاربة بوصلات من الكلام المماثل لما قاله ابو النعيم، الذي لايختلف عنه إلا في صباغة اللحية والقدرة على المشي..إذ ليس في القنافذ املس كما تقول العرب..