قال الباحث الأكاديمي المتخصص في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية، عبد الفتاح الفاتحي، إن التوجه الجديد للدبلوماسية المغربية ينسجم تمام الانسجام مع التطور الذي ينحوه المغرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، والقائم على تنويع شركاء المغرب الدوليين لاسيما الدول القوية المؤثرة في العلاقات الدولية. وأكد الباحث الأكاديمي، أن إعلان إرساء الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين الذي وقعه جلالة الملك والرئيس الصيني يأتي في هذا السياق، مبرزا أن المغرب سيستفيد على أكثر من صعيد من هذه الشراكة.
وبعد أن ذكر بالثقل الاقتصادي الذي تشكله الصين، باعتبارها ثاني قوة اقتصادية عالمية، قال الباحث إن الصين تتمتع أيضا بنفوذ سياسي كبير على الساحة الدولية يمكن للمغرب أن يراهن عليه في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وقال إن الصين في حاجة أيضا للمغرب، بالنظر لموقعه الاستراتيجي ، ولكونه شريك ذو مصداقية وقاعدة للشركات والمقاولات الصينية للتوسع في افريقيا، مبرزا أن الصين تعد من أكبر الدول التي تستثمر في إفريقيا في مجال البنى التحتية والاتصالات والمشاريع المرتبطة بالتنمية البشرية.
وتابع أن الصين تنظر بتقدير كبير لسياسة جلالة الملك نحو إفريقيا ودفاعه الراسخ من أجل تعاون جنوب جنوب فعال ومربح لمختلف الأطراف وهو ما تعكسه بجلاء مختلف الزيارات التي ما فتئ جلالته يقوم بها لدول إفريقية.
وذكر في هذا الصدد أن توجه المغرب صوب إفريقيا هو توجه تضامني وفعال ، وأصبح يشكل أحد ركائز الدبلوماسية المغربية والسياسة الخارجية للمملكة، مضيفا ان شراكات مع قوى اقتصادية كبرى تتقاسم مع المغرب نفس التوجه لا يمكنها سوى أن تكون في صالح المملكة.
وخلص الباحث الأكاديمي المتخصص في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية، إلى أن التعاون المغربي الصيني فرضته بالتالي تطورات منطقية وطبيعية تتعلق بالخصوص بثقة هذه القوة العظمى في جدية وجدوى ومصداقية المغرب ورغبته الاكيدة في ارساء شراكات فعالة وطويلة الأمد وفق مبدأ رابح رابح.