وصفت هيئة التنسيق النقابي بالمندوبية السامية للتخطيط، تدبير هذه المؤسسة منذ تعيين احمد الحليمي على رأسها ب"العشوائي والميزاجي"، حيث تمركزت جميع القرارات الصغرى والكبرى في يد المندوب السامي، فيما تم تهميش الكفاءات سواء كانوا مدراء أو رؤساء أقسام ومصالح.
وشخصت هيئة التنسيق النقابية الوطنية التي تمثل موظفي المندوبية السامية صباح اليوم بالرباط، واقع هذه المندوبية منذ أن تولى الحليمي تسييرها.
وما نتج عن تغير اسم هذه المؤسسة من وزارة إلى مندوبية، وفضحت الندوة أساليب التعامل التي يواجه بها المندوب السامي مشاكل هذه المؤسسة التي تعنى بالتخطيط والإحصاء ورسم الخطوط العريضة للسياسة العمومية في البلاد.
وذكر المشاركون في هذه الندوة التي نظمت تحت شعار" جميعا من أجل الإصلاح الشامل والعميق لقطاع التخطيط"، أنه بعد مرور 9 سنوات على تعيين الحليمي عرف قطاع التخطيط والإحصاء تحولا جذريا، تمثل في التراجع الخطير بل الكارثي، الذي وإن استمر قد يجهز نهائيا على كل التراكمات والخبرات التي اكتسبها هذا القطاع منذ ما يزيد عن 50 سنة.
وأورد المتدخلون في الندوة على انه على مستوى المهام، فقد ورثت المندوبية السامية للتخطيط مهام وزارة التوقعات الاقتصادية والتخطيط، وحافظت على نفس الهيكلة الإدارية، وبعد سنوات على تعيين المندوب السامي، لوحظ انه تم التخلي عن بعض المهام وتهميش أخرى، كما أن الهيكلة الأصلية أصبحت متجاوزة.
وعوض الارتقاء بالمندوبية حتى تصبح أداة لتقييم السياسات العمومية تم إفراغها من مواردها البشرية، بعدما تم التخلي عن مهام التقييم.
وكشف المشاركون ان مديرية التخطيط مثلا والتي كانت إلى عهد قريب مركزا لإعداد المخططات التنموية والدراسات الاقتصادية والاجتماعية وذاكرة البلد في مجال التحليل الاقتصادي، قد عرفت تهميشا تدريجيا تجلى أساسا في إبعادها عن كل الأشغال المرتبطة بالمندوبية وتبخيس مجهودات أطرها.
وخلصت الندوة إلى تشخيص الداء في جسم المندوبية السامية للتخطيط ، بأن هذا الوضع الكارثي التي تعيشه حاليا، ما هو إلا نتيجة للتسيير المزاجي والعشوائي الذي طبع تدبير القطاع منذ 9 سنوات.
ويذكر أن شغيلة التخطيط تخوض منذ مدة أشكالا احتجاجية مختلفة تنديدا بما وصلت إليه المندوبية وتدهور مصالحها.