بعض شباب وشابات اليوم بالمغرب مهووسون بالغناء الخليجي، وبإيقاع موسيقي يشبه إيقاع سير البعير.. والكثير منهن يتمنين الاقتران بخليجي مهما كان عمره، أخريات لايفارقن إم بي سي وقناة إقرأ وقنوات الخليج الأخرى التي احتلت فضاءات بيوتنا .. ومجموعات أخرى تصوم مع السعودية وتفطر مع رؤية الهلال في مكة، يلبسون نعال ودشادش وقمصان بيضاء مصنوعة في الصين يعيشون بيننا بأجسادهم وعقولهم كونيكتي مع السديسي ومفتي السعودية الذي لا يعترف بكروية الارض، أطلقوا اللحى وحفوا الشوارب. معارفهم كلها لا تتجاوز النهي عن المنكر ولو بالسب والشتم أو بالتكفير والتهديد .. مغاربة يعيشون الاستلاب الداعشي في أزهى صوره .. المغربي القح الذي عرفناه، ولحسن الحظ لا زالت هناك بقية تقاوم، لا يمكن ان يستلب بثقافة أدنى من مستواه، كان شجاعا وكريما ومُبدعا ومنفتحا يعيش حياته وسط محيطه الثقافي الخاص، كان مثالا في ابداع الفنون والآداب ومدرسة في الفقه والسلوك ونموذجا في العمل والإتقان ..
للأسف تعليمنا الفاشل وإعلامنا المتسيب وسياستنا الغبية فتحوا المجال للضحالة أن تحتلنا وتحاصرنا في قعر بيوتنا.. لا يمكن ان نتجاهل هذه الوضعية التي تصب في النهاية لمصلحة ثقافة ان استمرت في غزونا بهذه الوثيرة فستكون نهاية للنموذج المغربي الاستثنائي.. لأننا لا نملك إمكانيات الخليج المالية ولكن لدينا حضارة وثقافة مختلفة اساسها الحرية واللائكية. (عن جداره في الفايسبوك)