مايزال الاعلام البلجيكي يولي أهمية خاصة للتجربة المغربية الرائدة في مجال الامن والاستخبارات، وذلك بعد المكالمة التي تلقاها جلالة الملك محمد السادس من الملك فيليب أعلن فيها العاهل البلجيكي لجلالة الملك رغبة بلاده في ارساء دعائم تعاون أمني واستخباراتي بين البلدين. وبهذا الخصوصن أفادت صحيفة "آخر خبر" البلجيكية، استنادا إلى مصدر مصدر مسؤول من داخل جهاز المخابرات المغربية، أن هذا الجهاز يتمتع بشبكة واسعة من المخبرين والعملاء، مشيرة إلى أن حوالي 70 في المائة من المعلومات المحصل عليها من طرف الاستخبارات المغربية تأتي عن طريق العنصر البشري.
ذات الصحيفة أفردت حيزا هاما للحديث عن نشأة وتطور المخابرات المغربية، خصوصا في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وكيف أضحت جهازا ناجعا لرصد تحركات الإرهابيين داخل وخارج المملكة، في عهد جلالة الملك محمد السادس، وذلك بعد تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف في العالم.
وأوردت الجريدة البلجيكية، نقلا عن المسؤول الامني المغربي، أن 70 في المائة من معلومات جهاز المخابرات تأتي من المخبرين والعملاء، أي من العنصر البشري أساسا، فيما تأتي 30 بالمائة المتبقية بواسطة استعمال تكنولوجيا التجسس المتطورة، والمراقبة بالأقمار الاصطناعية، أو المراقبة الإلكترونية.
واعتبرت الصحيفة البلجيكية، في ذات المقال، أن المخابرات المغربية تعد أحد أقوى الأجهزة الاستخباراتية بالعالم، حيث أنها استطاعت إحباط المئات من العمليات الإرهابية، وتفكيك العديد من الخلايا، خلال أربعين سنة، وذلك بفضل يقظة العنصر البشري، مبرزة أن الرقم الحقيقي للعاملين في الأجهزة المخابراتية غير معروف، لكن التقديرات تشير أنهم يعدون بالآلاف..
ويوجد فوق التراب البلجيكي، يضيف ذات المصدر، ما لا يقل عن 500 ألف بلجيكي من أصول مغربية، وهو ما يجعل من هذا البلد الأروبي عنصر جذب بالنسبة للاستخبارات المغربية، مشيرا إلى أن البحث عن الداعشي صلاح عبد السلام، يستدعي القيام بتنشيط عملاء المخابرات المغربية لمعرفة مكان تواجده..
إلى ذلك تطرقت الجريدة البلجيكية لأهم عمليات المخابرات المغربية خارج تراب المملكة، ومن بينها إرشاد السلطات الفرنسية إلى مكان تواجد عبد الحميد أبو عود، العقل المدبر لهجمات باريس الارهابية، والقبض على مهدي نموش منفذ الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسيل، وهي عمليات تمت بفضل معلومات واردة من المخابرات المغربية.
كما أشارت الصحيفة في هذ الصدد إلى حالة الفرنسي ذو الاصول الجزائرية محمد مراح، 23 سنة، الذي قتل 7 أشخاص في مارس من سنة 2012، خلال 3 عمليات إرهابية نفذها في تولوز ومونت بان جنوبفرنسا، وذلك بفضل معلومات للمخابرات المغربية، قادت الشرطة الفرنسية إلى مكان اختبائه، لتيم قتله خلال عملية تبادل إطلاق للنار.
يشار إلى ان المسؤولين البلجيكيين أجمعوا على أن التعاون مع المغرب في المجال الأمني ومحاربة التطرف هو السبيل الوحيد لحماية حياة المواطنين من أعمال الإرهابيين الهمجية، حيث أشاد نائب الوزير الأول، وزير الأمن والداخلية البلجيكي يان يانبون يوم الاثنين المنصرم بمساعدة المغرب في هذه الظروف الصعبة التي تمر منها بلاده، وذلك في جواب على سؤال طرحه مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء حول موضوع التعاون مع المغرب في المجال الأمني خلال ندوة صحفية ببروكسل..
وأكد المسؤول البلجيكي، حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للانباء، أن "المغرب يمكن أن يقدم عناصر أساسية لمساعدتنا في التحقيقات الجارية في علاقة مع تفجيرات باريس".
وأشاد الوزير الأول البلجيكي، شارل ميشيل، خلال ذات الندوة الصحفية يوم الإثنين المنصرم، بمستوى التعاون مع المغرب في هذا المجال مؤكدا على دور ومسؤولية الحكومة البلجيكية العمل على أن يكون التعاون وثيقا في مجال محاربة الإرهاب سواء مع المغرب أو مع بلدان أخرى.
وتحظى استراتيجية المغرب المتعددة الأبعاد في مجال محاربة التطرف، باهتمام العديد من البلدان الاوربية والافريقية التي بادرت إلى طلب مساعدة المملكة في مجال تكوين الأئمة والقيمين الدينيين من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره، فضلا عن التعاون الذي تبديه العديد من البلدان ومنها فرنسا واسبانيا وبلجيكيا للاستفادة من التجربة المغربية والخبرة التي راكمها في المجال الأمني وفي محاربة الارهاب والتطرف من خلال فعالية ونجاعة اجهزته الامنية والاستخباراتية..