كشفت مصادر رسمية مغربية أن الحكومة البلجيكية طلبت من المغرب تعاونا وثيقا ومتقدما في مجال الاستخبارات والأمن، في الوقت الذي تواصل السلطات الأمنية البلجيكية ملاحقة أشخاص يشتبه بضلوعهم في اعتداءات باريس الإرهابية التي أدت إلى مقتل 229 وجرح 350 وكانت معلومة استخباراتية مغربية ساعدت الأسبوع الماضي، المحققين الفرنسيين في ملاحقة مدبر اعتداءات الجمعة الأسود في باريس ، والقيام بمداهمة في ضاحية سان دوني بباريس الأسبوع الماضي ،والتي قُتل فيها عبد الحميد أباعود أحد المشتبه بهم الرئيسيين في التفجيرات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس في 13 نونبر الجاري، واعتُبرت أسوأ تفجيرات في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت مصادر رسمية أول أمس الاثنين، أن العاهل البلجيكي الملك فيليب، اتصل هاتفيا بجلالة الملك محمد السادس ليعبر له عن رغبة حكومة بلاده في «طلب مساعدة وثيقة ومتقدمة في مجال الأمن والمخابرات من المملكة المغربية». وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية، أن العاهل البلجيكي الملك فيليب، أجرى اتصالا هاتفيا مع جلالة الملك محمد السادس عبر فيه عن طلب بلجيكا من المغرب إرساء تعاون وثيق ومتقدم في مجال الاستخبارات والأمن، بعد الاعتداءات الأخيرة في باريس وامتداداتها ببلجيكا وبلدان أوروبية أخرى. وقال البلاغ، إن مباحثات جرت بين وزير الداخلية محمد حصاد و نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية البلجيكي إثر الاتصال الهاتفي بين العاهل البلجيكي الملك فيليب وجلالة الملك محمد السادس ،همت التفعيل الملموس والفوري لهذا الطلب، على غرار التعاون القائم مع فرنسا» وأضاف البلاغ أنه «من جهتهما، تباحث المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي والمدير العام للدراسات والمستندات، ياسين المنصوري أيضا،مع نظيريهما البلجيكيين حول نفس الهدف.» وتعيش بلجيكا حالة تأهب أمني قصوى بسبب ما تقول انه «تهديد إرهابي جدي ووشيك» له علاقة بهجمات باريس. ولا يزال صلاح عبد السلام (26 عاما) المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس والمقيم ببلجيكا، طليقا منذ أن غادر باريس بعد ساعات من تفجير شقيقه الأكبر نفسه في مقهى هناك. وأخفقت ملاحقة أمنية أوروبية في إلقاء القبض عليه. وفي هذا السياق أكد الوزير الأول البلجيكي شارل ميشيل مساء الاثنين ببروكسل، أن بلجيكا تعمل على تعزيز التعاون مع المغرب في مجال محاربة الإرهاب. وقال شارل ميشيل خلال ندوة صحفية عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي، والذي خصص لبحث الوضع الأمني في البلاد بعد اعتداءات باريس، إن « الحكومة معبأة، خاصة على مستوى وزارة الداخلية من أجل تعزيز مستوى التعاون مع المغرب في مجال محاربة الإرهاب.» وفي معرض رده عن سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد ميشيل على دور ومسؤولية الحكومة البلجيكية العمل على أن يكون التعاون وثيقا في مجال محاربة الإرهاب سواء مع المغرب أو مع بلدان أخرى. ومن جانبه أكد نائب الوزير الأول، وزير الأمن والداخلية البلجيكي يان يانبون، مساء الاثنين ببروكسل، أن الحكومة البلجيكية تشيدعاليا بالتعاون مع المغرب في المجال الأمني. وقال يان يانبون، الذي نوه بمستوى التعاون بين وزارتي البلدين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تعاون الحكومة المغربية يحظى بتقدير كبير. وأضاف أنه أجرى اتصالا مع نظيره المغربي، عقب الاتصال الهاتفي بين عاهلي البلدين، مؤكدا أن « المغرب يمكن أن يقدم عناصر أساسية لمساعدتنا في التحقيقات الجارية.» وأضاف نائب الوزير الأول البلجيكي، الذي وصف هذا التعاون بالمتميز، أن الوزارتين ستتبادلان جميع المعلومات الضرورية لسير التحقيقات المرتبطة بالاعتداءات الإرهابية التي هزت في 13 نونبر العاصمة الفرنسية والتي قدم بعض مرتكبيها من بلجيكا. ويذكر انه في وقت سابق وجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الشكر للعاهل المغربي على «المساعدة الفعالة» التي قدمها المغرب بعد هجمات باريس والتي خلفت نحو 130 قتيلا. وقال مصدر أمني في المغرب الجمعة، إن السلطات المغربية اعتقلت الشهر الماضي، ياسين أباعود الشقيق الأصغر لعبد الحميد أباعود، لدى وصوله إلى أكادير بلدة والده. وأبلغ المصدر الأمني رويترز أن ياسين لا يزال قيد الاحتجاز. ولم يتضح لماذا سافر ياسين أباعود إلى أكادير أو ما إذا كانت له صلات بشبكة المتشددين في أوروبا. ورفض المصدر الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن اعتقاله.