تم الإعلان يوم أمس من قلب العاصمة الفرنسية باريس، عن النتائج النهائية لجائزة “غونكور” لسنة 2015، والتي فاز بها الأديب الفرنسي “ماتياس إنار” عن روايته “بوصلة” – التي تم إصدارها هذا العام عن دار النشر “Acte Sud” – وهي إحدى أرفع الجوائز التي تُمنح للأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الفرنسية. ويُعتبر “ماتياس إنار” من أبرز الكتاب والمترجمين الفرنسيين من الجيل الحالي، وُلد سنة 1972، ودرس في “معهد اللغات والحضارات الشرقية” بباريس، وأقام في الشرق مدة طويلة قبل أن يستقر ببرشلونة سنة 2000، وهو ضليع في اللغتين العربية والفارسية، ومُتيم بأشعار العرب، وبخاصة قصائد الشاعرين جلال الدين الرومي وحافظ إبراهيم.
أما في روايته “بوصلة، فيستعرض إينار- من خلال أفكار موسيقي يدعى فرانز ريتر يسعى جاهداً لكي ينام وهو في فيينا – العلاقات بين الشرق والغرب، مقدماً صورة تتجاوز الكليشيهات عن هذا “الشرق الكبير” الذي تحفهُ غمامة من الأساطير الأقرب إلى أقاصيص “الف ليلة وليلة”.
وقد دخل “إينار” المنافسة للفوز بجائزة “غونكور” لهذا العام إلى جانب 4 أدباء آخرين وهُم:
ناتالي أزولاي: مرشحة عن مؤلفها “تيتوس لا يُحب بيرنيس”، وهي كاتبة فرنسية يهودية شبت في بيئة بائسة بالمنفى، وترعرعت في الأحياء الباريسية الفقيرة. فور حصولها على الإجازة في الآداب العصرية، اشتغلت كأستاذة بالأقسام الثانوية، قبل أن تترك سلك التعليم سنة 2002 لتحترف الكتابة. هادي قدور: مرشح عن مؤلفه “المتفوقون”، وهو كاتب ومترجم فرنسي من أب تونسي وأم فرنسية، ويشتغل أستاذاً لمادة الأدب الفرنسي بالمدرسة العليا للعلوم الإنسانية بمدينة “ليون”، وقد سبق لهُ أن فاز بجائزة “غونكور” سنة 2005 عن روايته “والتنبيرغ”.
طوبي ناثان: مرشح عن مؤلفه “هذا البلد الذي يُشبهك”، وهو كاتب، جامعي ودبلوماسي فرنسي مولود بمصر سنة 1948 من والدين يهوديين إيطاليين، يدرس علم النفس بجامعة باريس.
من أبرز أعماله، مؤلف “منطقة” سنة 2008، “حدثهُم عن المعارك والملوك والفيلة” سنة 2010 والتي فاز بها بجائزة “غونكور” عن صنف أدب الطلبة، “الكحول والنوستالجيا” سنة 2011، ثم “زُقاق اللصوص” سنة 2012.
وتُعتبر “غونكور” من أرفع الجوائز التي تُعنى بالأعمال النثرية المكتوبة باللغة الفرنسية، أنشأت وفقاً لوصية الأديب الفرنسي “إدموند دو غونكور” (1822-1896)، وبدأ منحها ابتداءً من سنة 1903، وكان الأديب المغربي الطاهر بنجلون أحد الفائزين بها سنة 1987 عن روايته ليلة القدر.