تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت، أمس الأحد على معظم المناطق اللبنانية، في جرف أكوام النفايات التي تكدست منذ يوليوز الماضي بالشوارع، في تخوفات من انتشار الأمراض وتضرر الفرشات المائية. وصدرت تحذيرات، في هذا السياق، من عدد من الفعاليات، خاصة وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي شدد على أن لبنان وصل الى "المحظور"، الذي سبق لوزارة الصحة أن حذرت منه، قائلا في تصريح صحفي إن "المخاطر الصحية ازدادت".
وأضاف أن الوزارة ستعمل "على تفادي الأسوأ" بالرغم من أن "هناك أضرارا صحية وبيئية لم يعد يمكن تداركها" بل فقط "التخفيف من ضررها خاصة على المدى البعيد نتيجة الترسبات والأولوية لإعادة جمع النفايات التي تبعثرت"، وكذا "نتيجة الترسبات والتأثير على المياه والمزروعات".
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أصدرت بيانا في شهر شتنبر الماضي حذرت فيه من المخاطر الصحية للنفايات في حال تهاطلت الأمطار، وذلك بسبب احتمال " تسرب السوائل الناتجة عن النفايات (ليكسيفيا) الى التربة وتلوث المحاصيل الزراعية بالبكتيريا مثل (الشيغيلا) و(السلمونيلا) وهو ما يؤدي الى تكاثر الجرذان على سفوح ومنحدرات الجبال".
كما يؤدي، وفق بيان للوزارة، "تسرب السوائل الناتجة عن النفايات الى المياه الجوفية الى تفاعل الجراثيم وتسرب المعادن الثقيلة الموجودة في النفايات الصلبة الى المياه الجوفية مثل (الكادميوم) و(النيكل) و(الزئبق)، وهو ما يتسبب في انتشار الاورام الخبيثة والتشوهات الجينية وأمراض الزهايمر والأعصاب والكلي والكبد".
وقد أدت الأمطار الغزيرة التى هطلت منذ صباح اليوم على كافة الأراضى اللبنانية إلى إغلاق العديد من الطرقات التي تحولت الى أنهار للنفايات.
وتفاقمت أزمة النفايات بلبنان، وتسببت في أزمة سياسية، بعد الخلافات السياسية بين الفرقاء السياسيين حول طريقة معالجتها، بالرغم من إقرار الحكومة لخطة تتركز على إعطاء البلديات سلطات واسعة في تدبيرها، إلا أنها جوبهت بالرفض من قبل مناطق وجمعيات مدنية وبيئية.
كما تسببت هذه الأزمة في اندلاع احتجاجات مدنية واسعة بدأت متم غشت الماضي قادتها حركات مدنية منها على الخصوص "طلعت ريحتكم" و بدنا نحاسب".
وفي هذا السياق أكدت حركة (الحراك المدني)، اليوم في بيان وزع على الصحافة، أن الحراك "مستمر في الشارع"، داعية "اللبنانيين الى الوقوف بوجه الطبقة السياسية، لأن النفايات في الشوارع أضحت أنهارا تجرفنا".
وحملت الحركة السلطة السياسية مسؤولية إيصال لبنان "الى مرحلة تطوف فيها النفايات في الشوارع".
وعلى خلفية هذه الأزمة لوح رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في مناسبات كثيرة بتقديم استقالته من مهامه على رأس المجلس إذا لم "يتوافق" الفرقاء السياسيون حول أزمة النفايات "التي ما زالت متعثرة بسبب التجاذبات القائمة بين القوى السياسية (...)".