خلفت الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر ردود فعل قوية لدى الاوساط السياسية والشعبية داخل وخارج الجارة الشرقية.. وإذا كان هولاند يرى في هذه الزيارة، الثانية التي يقوم بها الى الجزائر، "فرصة لتعميق" العلاقات الثنائية في مختلف الميادين فإن المتتبعين لواقع الحال في الجزائر، خاصة في ظل غياب الرئيس عن المشهد السياسي بسبب تدهور حالته الصحية منذ أعوام، يرون أن قيام الرئيس الفرنسي بزيارة للجزائر في هذه الظرفية ما هي إلا محاولة لتلميع صورة النظام الجزائري ومنح شهادة "طبية" تظهر بوتفليقة في كامل قواه العقلية وتدحض ما أجمع عليه الشعب الجزائري وكل قواه الحية بضرورة تطبيق المادة 88 من دستور الجمهورية..
الرئيس الفرنسي، الذي عقد ندوة صحفية مباشرة بعد لقاء بوتفليقة، لم يستطع إقناع الصحفيين والمتتبعين للشأن الجزائري بأن الحالة الصحية ل"الرئيس المقعد" على أحسن ما يرام، رغم كل العبارات والتعابير التي استعملها لمراوغة الصحفيين الذين حاولوا إحراجه باسئلتهم حول حالة بوتفليقة ومدى قدرته على القيام بمهامه كرئيس للدولة.. تصريحات فرانسوا هولاند حول صحة بوتفليقة، اتسمت بالكثير من الكذب والتناقض، وذلك من خلال اعترافه أمام الصحافة "أنا لست طبيبا .." قبل أن يتابع قائلا: "… ولكن بوسعي أن أقول لكم إن مستوى النقاش الذي دار بيننا على مدى نحو ساعتين كان كثيفا جدا وعاليا جدا"..
وفي رد على سؤال طرحه عليه صحفي بقناة "كنال +" الفرنسية، قال فرانساوا هولاند بعد برهة من التفكير، ان "ذهن الرئيس بوتفليقة متقد.. لقد أعطاني انطباعا بأن لديه تمكنا ذهنيا عاليا، حتى أنه من النادر أن تلتقي رئيس دولة لديه هذا الذهن المتقد، هذه القدرة على الحكم".
لقد اظهرت صور اللقاء الذي جمع فرانسوا هولاند بالرئيس الجزائري "المقعد"، وةكذا تصريحات هولاند خلال الندوة الصحفية التي تلت اللقاء، بان هولاند لم يأت إلى الجزائر في زيارة عمل رسمية بل إن الامر يتعلق بأجندة ترمي إلى تلميع صورة النظام الجزائري أمام الرأي العام الدولي ومنح الرئيس بوتفليقة شهادة "طبية" تثبت تمتعه بكامل قواه الجسدية والعقلية ، وهي شهادة لن تسعف لا النظام ولا الرئيس المقعد في محو وستر واقع الحال الذي يعرفه الشعب الجزائري أكثر من غيره..
وقد كشف برنامج "لبوتي جورنال" (Le Petit Journal) الذي قدمته قناة "كنال +" الفرنسية يوم أمس الثلاثاء 16 يونيو الجاري، حقيقة الوضع الصحي لبوتفليقة ومدى "صحة" تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بخصوص الحالة العقلية والجسدية لصديقه "المقعد" دون ان يندى له جبين..
وإليكم شريط البرنامج لتتأكدوا بما لا يدع مجالا للشك بانه "من النادر أن تجد رئيس دولة في حيوية بوتفليقة" كما قال هولاند الذي "وجد الرئيس في قمة قواه الفكرية.." والذي أضاف " أنه ليس طبيبا لكنه وقف على رئيس بقدرات فكرية فائقة وله قدرات على استخدام حكمته في حل الأزمات.." الله اكبر..
يشار أن بوتفليقة، الذي استقبل فرانسوا هولاند، أول أمس الاثنين 15 يونيو، في مقر إقامته التي تحولت مصلحة للانعاش بالجزائر العاصمة، ظهر في صور رجل لا يستطيع الحركة، وقد اهتدى القائمون على امره إلى وضع "ميكرو" صغير على خده الأيمن لكي يستطيع فرانسوا هولاند والوفد المرافق له سماع صوته..
ومنذ إصابته بجلطة دماغية في بداية 2013، أصبح ظهور بوتفليقة (البالغ من العمر 77 سنة) يقتصر على استقبال بعض الزوار الرسميين الأجانب.
ولم يمنعه المرض، أو لم يمنع أصحاب القرار بالجزائر، من الترشح(ترشيحه) لولاية رئاسية رابعة فاز(نُصّب من خلالها) بها دون أن يشارك في أي تجمع انتخابي.
◄تنصّ المادة 88 من الدستور الجزائري على أنه في حال استحال على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه فإنه يمكن تعويضه ووفق هذه المادة.
◄ يتعين على المجلس الدستوري إثبات شغور منصب رئيس الجمهورية في حالتين الأولى بمرض خطير ومزمن، والثانية بالاستقالة أو الوفاة.
◄ يترتب على شغور منصب رئيس الجمهورية بسبب المرض -حسب المادة 88- استخلافه برئيس مجلس الأمة مدة 45 يوما حتى تثبت وضعيته اتجاه استمرار المانع (المرض) أو عودته لممارسة مهامه.