أكد بيتر فام، مدير (إفريكا سانتر) التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، اليوم الأربعاء بواشنطن، أن المغرب يعتبر حليفا "قويا" للمجموعة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب بإفريقيا، وذلك بفضل استراتيجيته المتعددة الأبعاد، التي تتصدى لمنابع التطرف العنيف. وأبرز فام، خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي، أنه "لحسن الحظ، فإن المجموعة الدولية تتوفر، في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات، على حلفاء أقوياء ومتميزين، على غرار المغرب الذي تعمل معه ليس فقط من أجل مكافحة الإرهاب، وإنما من أجل القضاء على جذور التطرف أيضا".
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير الأمريكي أن المغرب يتميز، في منطقة تعاني من تنامي تهديدات الجماعات الإرهابية والمتطرفة، بمقاربته "المتعددة الأبعاد"، والتزامه بوضع خبرته "الأكيدة" رهن إشارة بلدان شمال وغرب إفريقيا لمكافحة التطرف.
كما شدد مدير (أفريكا سانتر) على أهمية الشراكة المغربية-الأمريكية في مجال مكافحة التطرف، مشيرا إلى أن البلدين وقعا اتفاقية إطار ثنائية هامة تشمل المساعدة من أجل مكافحة الإرهاب، وذلك على هامش القمة الأمريكية الإفريقية الأولى، التي احتضنتها واشنطن في غشت الماضي.
وبموجب هذه المذكرة، تعهد البلدان بتعزيز القدرات الإقليمية، خاصة في مجال تكوين الأشخاص العاملين في المصالح الأمنية المدنية في البلدان الشريكة في منطقة المغرب العربي والساحل، من خلال تعبئة الخبرات في مجالات تدبير الأزمات وأمن الحدود والتحقيقات.
من جهة أخرى، أبرز بيتر فام، خلال هذه الجلسة، العلاقات القائمة بين (البوليساريو) والجماعات المتطرفة التي تنشط في المنطقة، خاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مشيرا إلى أن الانفصاليين أرسلوا مقاتلين إلى الجماعات الموالية لهذا التنظيم شمال مالي.
وذكر الخبير الأمريكي، في هذا السياق، بعملية الاختطاف التي تعرض لها، في قلب مخيمات تندوف، رعايا إسبان وإيطاليون يعملون ضمن بعثات إنسانية، حيث تمت المطالبة بفدية مقابل إطلاق سراحهم.