أكد المشاركون في لقاء مناقشة نظم أمس الجمعة بباريس حول موضوع "آفاق الشراكة المغربية الفرنسية" أن فرنسا مدعوة إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها دينامية التنمية التي يعرفها المغرب، البلد الذي يتوفر على رؤية حقيقية للمستقبل. وشدد المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته سفارة المغرب بباريس أن فرنسا مدعوة أيضا إلى الاندماج في سياسة المملكة التنموية، بالنظر إلى روابط وعلاقات الصداقة القائمة بين البلدين، مشيرين إلى أن الإصلاحات الجريئة التي باشرها المغرب مكنت من تحقيق تحول حقيقي في جميع المجالات.
وأبرزوا في هذا الصدد دور المؤسسة الملكية الذي مكن من الدفع بهذه الدينامية، مؤكدين على دور المغرب باعتباره قطبا للاستقرار وبلدا رائدا على المستوى الإقليمي، وكذا قطبا ماليا بالنسبة لإفريقيا، مبرزين أن المملكة أصبحت ذات موقع مؤثر على مستوى القارة.
وأوضحوا أن المغرب يشكل بوابة نحو إفريقيا التي تعد مستقبل أوروبا، مذكرين بالنجاحات الكبرى التي حققها البلدان بشكل مشترك في المجال الصناعي، بما فيها مشروع "رونو- طنجة"، وكذا العلاقات الوثيقة التي تجمع بين المجموعات الاقتصادية والصناعية الكبرى بالبلدين.
ودعا المشاركون، من جهة أخرى، إلى إرساء نموذج جديد للشراكة بين المغرب وفرنسا في إطار رؤية جيو-استراتيجية جديدة كفيلة بتمكين البلدين من الاضطلاع بدور مهم في بناء المنطقة الكبرى لأوروبا-إفريقيا-الشرق الأوسط.
واعتبروا أن هذا النموذج الجديد للشراكة سيمكن البلدين من مواجهة التحديات المشتركة على جميع المستويات، ولاسيما الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا توحيد الكفاءات وتقاسم الخبرات وخلق قوة مؤثرة.
وساهم في تنشيط هذا اللقاء كل من ألان جويي رئيس الأكاديمية الفرنسية للذكاء الاقتصادي، وفيليب كليرك رئيس الجمعية الدولية الفرنكفونية للذكاء الاقتصادي، و جويل رويت رئيس المركز الفرنسي لبناء السلام والديمقراطية "ذي بريدج تانك" وادريس الكراوي رئيس جمعية الدراسات والأبحاث حول التنمية.
وتميز هذا اللقاء بالإعلان عن إحداث شبكة لاستشراف آفاق الشراكة بين المغرب وفرنسا تسعى لأن تشكل أرضية لتقاسم وتثمين الذكاء الجماعي.