أجمع المشاركون في الندوة الدولية المنعقدة يومي 22 و23 بالداخلة على الدور المحوري الذي تضطلع به المقاولة والحس المقاولاتي في استراتيجيات تنمية الجهات وتطوير الوسائل الخلاقة والمبتكرة لبلوغ هذه الغاية. وأكد المشاركون في اللقاء الدولي حول «الذكاء الترابي والتنمية الجهوية عبر المقاولة: تجارب دولية مقارنة» على ضرورة اعتماد تدبير استراتيجي للتنمية الجهوية وفق تقنيات الذكاء الاقتصادي الكفيلة بتفعيل سياسات الذكاء الترابي. وفي هذا السياق، أكد رئيس جمعية الابحاث والدراسات للتنمية ادريس الكراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن هذه الندوة العلمية التي تلتئم فيها نخبة من الباحثين والفاعلين في مجال التنمية الترابية، تأتي في وقت ينكب فيه المغرب على التفكير في احداث نموذجه الخاص بالجهوية، باعتبار أن الجهات والمجالات الترابية- يضيف الكراوي- باتت مدعوة اكثر من أي وقت مضى للمساهمة في التصدي لآثار الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة. وقال إن هذا الملتقى الدولي يسمح للمغرب بالاطلاع على التقدم المنجز على هذا الصعيد والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجالات التنمية الترابية. وبدوره، اعتبر نائب رئيس جمعية الغرف الفرنسية للتجارة والصناعة ميشيل ديودوني أن هذا اللقاء يشكل سابقة في تاريخ الذكاء الاقتصادي، إذ إنه يجمع ولأول مرة في مدينة الداخلة خبراء وفاعلين في مجال التنمية الترابية من القارات الخمس، مشيرا إلى أن ذلك يظهر الاهتمام المتزايد للخبراء الدوليين في مجال الذكاء الاقتصادي ازاء المسار التنموي بالمغرب. من جانبه، اشار رئيس الجمعية الدولية للذكاء الاقتصادي فيليب كليرك، إلى أن الهدف المنشود من وراء التئام الخبراء يتمثل في دراسة التقنيات الجديدة المخصصة للتدبير التنموي للجهة والتهيئة الترابية. كما أكد المدير العام لوكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات واقاليم الجنوب أحمد حجي، أن الوكالة تشتغل وفق تصور ترابي، كما تجعل من العنصر البشري قاطرة للتنمية، مستشهدا في هذا الصدد بغنى جهة واد الذهب الكويرة الساقية الحمراء. يشار الى أن هذا اللقاء الدولي، الذي تنظمه الجمعية الدولية للذكاء الاقتصادي وجمعية الأبحاث والدراسات للتنمية، يعرف مشاركة خبراء ومؤسسات مختصة في مجال الذكاء الاقتصادي في علاقاته بالتنمية الجهوية من آسيا وأمريكا وأوروبا وإفريقيا والمغرب العربي وجزر الكرايبي. ويتناول هذا اللقاء موضوع الذكاء الترابي المنشود كاستراتيجية عمومية وجماعية من أجل إعادة انتاج مشترك للتنمية الجهوية وبلورة مقاربات التنمية الترابية عبر المقاولة. وتتميز هذه الندوة بإيلاء الاهتمام للمقاولة وذلك برصد تجارب دولية في هذا المجال والتركيز على التنمية في بعديها الترابي والجهوي كقاسم مشترك في هذه الدينامية. ومن المقرر أن تتوج الندوة بإصدار «إعلان الداخلة» الذي سيرسم الإطار المستقبلي لعمل الخبراء والمؤسسات المشاركة في هذا اللقاء. وتتمحور مواضيع هذه الندوة حول «سياسات الذكاء الترابي، تجارب دولية مقارنة» و»مجموعات المقاولات والدينامية الترابية» و«إدارة التنمية الجهوية، التنظيم والأدوات المبتكرة» و»تمويل تعزيز عناصر الجاذبية للجهات الترابية»، و»شراكة الجامعة والمقاولة والجهة: نتائج وآفاق التطور»، و«الأمن الاقتصادي للجهات الترابية».