قال رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية البولونية المغربية، ياروسلاف بيتا، إن الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس تشكل نموذجا بالنسبة لدول المنطقة. وأوضح بيتا خلال لقاء عقده، أمس الثلاثاء، بوارسو، مع أعضاء بعثة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأكادير، يقودها رئيس الغرفة، السيد سعيد دور، وحضره سفير المغرب بوارسو، السيد يونس التيجاني، أن " المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، نفذ إصلاحات سياسية واقتصادية ذكية تجعل من المملكة نموذجا بالنسبة لدول المنطقة".
وأكد، في هذا الصدد، أن بولونيا ساندت دائما المبادرات السياسية التي يقودها جلالة الملك لصالح السلام، داعيا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الرباطووارسو، مشددا على ضرورة استفادة البلدين من مؤهلاتهما الاقتصادية، باعتبارهما بلدين صاعدين لإرساء شراكة رابح-رابح، وخاصة في الاستكشاف المشترك لأسواق في إفريقيا وأوروبا الشرقية.
من جهته، قدم السيد التيجاني لمحة حول أهم الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي نفذتها المملكة، منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، مذكرا بأن هذه الإصلاحات جاءت قبل "الربيع العربي" بكثير.
وأشاد بالزيارة التي تقوم بها إلى وارسو البعثة الاقتصادية المغربية، والتي ستشارك في المنتدى الاقتصادي البولوني المغربي، الذي تنظمه غرفة التجارة البولونية.
وقال إن "بولونيا، باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي، والمغرب، الذي يستفيد من وضع متقدم مع الاتحاد ومن وضع الشريك من أجل الديمقراطية، الذي منحته إياه الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، لديهما ما يكفي من المؤهلات الاقتصادية التي تمكنهما من الولوج إلى أسواق جديدة في إفريقيا، حيث المملكة حاضرة في مجالات البنوك والتأمينات والبناء والاتصالات، دون إغفال الحضور القوي للشركة الوطنية (الخطوط الملكية المغربية) في القارة".
وأضاف أن مقترحات للعمل في هذا الاتجاه ستكون موضوع لقاءات جديدة بين الفاعلين في القطاع الخاص بالبلدين، في إطار شراكة رابح - رابح.
من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأكادير، سعيد دور، أن وجود بعثة اقتصادية مغربية هامة تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية يعكس إرادة المغرب لإعطاء دفعة قوية للشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وبعدما شكر مجموعة الصداقة البرلمانية البولونية المغربية التي "تعمل على تدوين هذه الصفحة الجميلة من تاريخ العلاقات المغربية-البولونية"، أشار دور، وهو أيضا القنصل الشرفي لبولونيا في أكادير، إلى أن زيارة البعثة الاقتصادية، التي يقودها، تندرج في إطار تتبع المنتدى الاقتصادي البولوني المغربي، الذي عقد بأكادير في دجنبر الماضي، بمناسبة الزيارة التي قام بها إلى المملكة، رئيس مجلس الشيوخ البولوني، السيد بوغدان بوروزيفيتش.
وذكر بأن بوروزيفيتش، الذي رافقته خلال هذه الزيارة بعثة اقتصادية، كان قد ترأس رفقة رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد الشيخ بيد الله، منتدى اقتصاديا مغربيا-بولونيا، مشددا على كون غرفة التجارة والصناعة والخدمات ل"أكادير تدعو إلى إقامة شراكة اقتصادية وفق منطق رابح-رابح مع الطرف البولوني".
وفضلا عن مشاركتها في المنتدى الاقتصادي البولوني المغربي بوارسو، ستجري البعثة المغربية، التي تضم حوالي 20 شخصا يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية، كالطاقة والبناء والأشغال العمومية والصناعة الغذائية والسياحة والخدمات، مباحثات بوزارة الاقتصاد البولونية. كما ستتوجه إلى مدينة لودج (120 كلم جنوب شرق وارسو) للقاء أعضاء الغرفة الجهوية لهذه المدينة الصناعية، قبل أن تزور المعرض الدولي للتلفيف بوارسو لعقد لقاءات ثنائية مع شركاء بولونيين.