أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مؤخرا، كتابا جديدا تحت عنوان "المقاومة الريفية من خلال الشعر الأمازيغي الريفي-دهار ؤبران -نموذجا" للباحث عبد الصمد مجوقي. وأوضحت المندوبية، في بلاغ لها، أن هذا الاصدار الجديد، يتناول معركة "دهار ؤبران" كملحمة وطنية كبرى طبعت تاريخ وجغرافية منطقة الريف لسنوات عديدة، من خلال ما أنتجته وأفرزته من حمولة أدبية تاريخية وازنة، تضم نصوص أزجال وأشعار وأغاني شكلت جانبا من التراث الأمازيغي الريفي ذي الصلة بالكفاح الوطني في مواجهة التحدي الاستعماري.
وأضافت أن أهمية هذا الإصدار تكمن في تجميعه للكثير مما سبق نشره من تلك الذخائر الشعرية والنفائس الأدبية أو التي لا تزال في ذاكرة ووجدان من يحمل ويهتم بهذا الصنف من الإنتاج الأدبي والشعبي مع تبوبيها وتصنيفها وتقديم ترجمة لها باللغة العربية.
وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، في معرض تقديمه للكتاب إن هذا المؤلف يبسط في صفحات أخاذة وجذابة ونصوص مقطوعات تلتهب بالحماس الوطني والروح الوطنية الأصالة الإنسانية وبنخوة وشهامة الإنسان المغربي، واعتزازه بوطنه وبانتمائه لهويته وعشقه للحرية والعزة والكرامة عبر الأزمنة والعصور.
وحسب لكثيري فإنه لا غرو في أن هذا السفر الجامع بنصوصه التي تعددت أوزانها وتراكيبها وطرائق تقديمها ، سيضيف إفادات جديدة إلى مكونات الذاكرة الوطنية الجماعية وينقل مادة أدبية أصيلة ورصينة إلى المهتمين والباحثين والدارسين والمسائلين أيا كانت مواقعهم وانشغالاتهم.
وقد استطاع المؤلف بحنكة واقتدار أن يمهر هذه النصوص الشعرية والإبداعات الأدبية الشعبية بترجمة تنويرية عملا بضوابط وقواعد التدوين والتوثيق التي تعكس المسؤولية العلمية والأدبية وأخلاقيات البحث النزيه وتقاليد التعامل مع تراث الأوائل من رواد الأدب الشعبي المقاوم في تعداد رواياته وتنوعها وثراء أذواقها وطعمها.