استقر أخيرا محمد الوفا على منصب وزير للتربية الوطنية في حكومة عبد الاله بنكيران، بعد سنوات من توليه منصب سفير للمغرب في العديد من الأقطار، من الهند إلى إيران إلى البرازيل. ويبدو أن الوفا الذي ظهر أمس خلال جلسة مناقشة البرنامج الحكومي، الذي تقدم به عبد الاله بنكيران، يحمل السبحة ويسبح بحمد ربه، شاكرا له هذا الاستقرار الذي لم ينعم به الوفا منذ سنوات. ولكن بعد عناء وشد وجذب وصراع مرير مع قياديين في حزب الاستقلال، الذي ينتمي إليه الوفا، تمكن من هزمهم جميعا وتولى حقيبة التربية الوطنية، رغم أن مشاكل هذا القطاع لا تنتهي، وقد باشر عمله بأول اصطدام مع المعطلين المقتحمين لمقر وزارته بالرباط. وبتوليه حقيبة وزارية يكون الوفا قد قطع أشواطا في انتقامه من معارضيه ومبعديه، غير أن هموم وزارة التربية لن تجعله يهنأ بهذا المنصب أبدا. ومن منا لا يتذكر، ما وقع للوفا في مارس 1998 أثناء المخاض العسير الذي عرفته ولادة حكومة عبد الرحمن اليوسفي، التناوب، إذ كان اسم محمد الوفا مقترحا ضمن لائحة الاستقلاليين المرشحين لوزارة الأشغال العمومية بقوة، لكن في آخر دقيقة حل محله "عمار تغوان" واستبعد هو. حينها تم تطييب الخاطر لمحمد الوفا بمنصب ديبلوماسي، سفير للمغرب في الهند، وإيران وأخيرا البرازيل. وقبل انتهاء مهامه كسفير بالبرازيل كانت مشاكل الجالية هناك تنهال عليه إتباعا. خصوصا، عندما قال لبعض أفراد الجالية المغربية هناك، من أراد أن يغير بطاقة التعريف الوطنية، عليه أن يعود إلى المغرب قصد تجديدها، ومن تم جلب عليه كما يقال "النحل". ولكن "النحل" هو الذي جلبه لعباس الفاسي، بعد إعلانه نية الترشح لمنصب الأمانة العامة لحزب الاستقلال، وهي المنافسة التي لم يكن يرغب فيها عباس على الإطلاق. وأخيرا أعطت ضغوطات الوفا على الفاسي أكلها وتم استوزاره في حكومة بنكيران، ويحق الآن للوفا أن يضع رجلا على رجل داخل قبة البرلمان، ويسبح بحمد ربه على هذه الراحة بعد طول انتظار؟.