رفع الأمير مولاي هشام دعوى أمام القضاء البريطاني في لندن يوم الخميس ضد الصحافي والناشر عثمان العمير صاحب الصحيفة الاليكترونية "إيلاف" والمسؤول عن تحرير جريدة "الشرق الأوسط" الأسبق، بتهمة "السب والقذف ونشر معطيات خاطئة ومغلوطة حول شخصه". ونشر موقع "إيلاف" مقالا يوم الأربعاء بعنوان "مكيدة مولاي هشام للإيقاع بمنير الماجيدي"، واتهم المقال الأمير مولاي هشام بالوقوف وراء العديد من المشاكل التي حاولت جهات كثيرة توريط المغرب فيها، وقال كاتب المقال "في كل ما يصيب المغرب، فتش دائمًا عن مولاي هشام. هذه مقولة تزداد تفشيًا في أروقة قصر العائلة العلوية، بسبب المكائد التي لا يتوقف ابن عم الملك محمد السادس عن نسجها، وآخرها مكيدته للإيقاع بمنير الماجدي، المساعد المقرب جدًا من العاهل المغربي".
وقدم المقال المذكور معطيات حول دور الأمير في ملاحقة القضاء الفرنسي للمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني، والعمل على دفع القضاء الفرنسي عبر مواطن مغربي وهو زكريا المومني بطل العالم في "اللايت بوكسينغ" لمساءلة مسؤول مغربي آخر أمام القضاء الفرنسي بتهمة فرضية تعريضه للتعذيب.
مولاي هشام اختار من بين جميع من كتبوا عنه أن يتابع عثمان العمير، وذلك وفق خلفيات تحكم رؤية مولاي هشام للإعلام المغربي والأجنبي، حيث تمكن خلال سنوات من "شراء" ضمير العديد من الصحفيين، ولم يكن الأمر اعتباطيا، ولكن مدروسا بدقة كي يحقق مجموعة أهداف.
فمعروف عن عثمان العمير أنه أسس لمدرسة في الصحافة تتميز بالموضوعية، غير أنها تنحاز لاستقرار البلدان العربية، وقد تحكمت هذه القضية في تعاطيه مع الأخبار في المغرب منذ كان رئيسا لتحرير "الشرق الأوسط"، حيث لم يكن يسمح بنشر الإشاعات عن المغرب، على عكس الصحافة العربية التي انتشرت في بداية الثمانينات في أوروبا، والتي كانت في معظمها تناوئ المغرب.
فمولاي هشام يعرف جيدا أن الموقع له امتداد دولي وله مصادر في كل عواصم الخبر، وبالتالي فإن ما كتبه سيزعزع كيانه، خصوصا وأنه يحظى بمقروئية جيدة في المغرب وعدد المبحرين إليه في تزايد، يعني أنه سيكون الضربة القاضية بالنسبة لمؤامرات مولاي هشام التي يطبخها بسرعة "الساندويتش" في حانات باريس ومدريد رفقة مجموعة من المستلحقين به، الذي فشلوا في تدبير حياتهم الصحافية والمهنية بالمغرب فوجدوا في أموال الأمير ملاذا.
أما ثالثة القضايا التي تحكمت في هذه الدعوى هو أن يوجه الأمير مولاي هشام رسالة إلى باقي المواقع والصحف من أجل أن تبتعد عنه، بما يعني أن من لم تسكته أموال الأمير ستسكته المحاكم، حتى وهو يعرف أنه خاسر لهذه الدعاوى، فالمهم لديه أن يجرجر صحفيا فقط لأنه أحب المغرب، وليس بالضرورة مدافع عن النظام والدولة، بدليل أن الموقع المذكور ينشر أحيانا مقالات لا تكون في مصلحة المغرب. و هنا يطرح السؤال التالي لماذا لم يفكر مولاي هشام في مقاضاة جريدة "لو نوفيلابسيرفاتور"؟