بعد "جنوب الروح" و "القوس والفراشة"، قدم الكاتب المغربي محمد الأشعري اليوم الجمعة بالرباط ثالث أعماله الروائية "علبة الاسماء". ونشط اللقاء التقديمي الذي أداره بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، الكاتب والشاعر حسن نجمي، كل من الشاعرة أمينة الصيباري والروائي عبد الكريم الجويطي والناقد سعيد يقطين، أمام حشد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية.
وتتخذ الرواية، التي صدرت عن المركز الثقافي العربي (الدارالبيضاء/بيروت) في 448 صفحة، من الرباط مكانا ترصد تحولاته، وتحاول، حسب محمد الأشعري، التقاط جمالياته من جهة وتسليط الضوء على القبح الذي يقاومها من جهة أخرى. وهو ما ينسجم مع اهتمام موصول من قبل الكاتب، في مختلف أعماله الروائية السابقة، بالمكان كظاهرة حاضنة لمختلف التحولات المجتمعية.
وحرص الكاتب الحائز على جائزة البوكر للرواية العربية 2011، على التأكيد بأن الرواية التي تلتقط أبعاد الطابع الأندلسي للمدينة ومآلاته، خصوصا في قصبة الأوداية والمدينة العتيقة، ليست رصدا تاريخيا ولا تحليلا اجتماعيا، بل نصا متخيلا، حتى حينما يتعلق الأمر بتناول أحداث واقعية.
في مقاربة الرواية التي ترسم ملامح عدد من الرباطيين ذوي الاصول الأندلسية، تحدثت أمينة الصيباري عن نص عبارة عن "باروديا" لشخصيات من زمن آخر، مهددة بالانقراض، تواجه الحياة بقدرية وعفوية. وعلق عبد الكريم الجويطي بأنها رواية ترافق موكب جنازة المكان الأندلسي، وفي ذات الوقت تتمسك به. ورأى سعيد يقطين في "علبة الأسماء" نصا مفتوحا على القراءات السياسية والتاريخية، الواقعية والأسطورية، مثنيا على انجاز روائي خطط له "على نار هادئة".