- افتتحت، اليوم الأربعاء بالعاصمة التونسية، أشغال المؤتمر العربي السابع عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب الذي ينظمه مجلس وزراء الداخلية العرب على مدى يومين، وذلك برئاسة المغرب. وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد علي كومان، خلال هذه الجلسة، أن هذا المؤتمر ينعقد " في ظل أجواء عربية وإقليمية ملبدة بغيوم الإرهاب، مشحونة بخطاب العنف والتطرف، تعصف بها أهواء الطائفية والبغضاء. أجواء تنذر بأحلك المصائر بالنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في بعض الدول العربية".
وأضاف أنه "في ظل هذه التهديدات الإرهابية التي تتربص بالدول العربية، فإن التكاتف العربي هو الضامن الوحيد لمجابهة فعالة تحصن أمتنا العربية من مخاطر الإرهاب الوخيمة"، مشددا على ضرورة الاعتماد أولا "على أنفسنا، وأن نحكم التلاحم بيننا بالتركيز على القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمعنا، وأن نجعل من التنوع المذهبي والطائفي، كما كان دائما في تاريخنا، مصدر ثراء ورحمة، لا عامل هدم وتقتيل".
وبعد أن أبرز أن مواجهة الإرهاب "لا يمكن أن تتم فقط بجهود أجهزة الأمن، ولا بالإجراءات البناءة التي تتخذها الدول العربية"، دعا إلى تعاون إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب "لا بالمكافحة الأمنية ولا بالحملات العسكرية، بل قبل هذا وذاك، بتجفيف المنابع التي تغذيه، واستصلاح بيئة الجهل والفقر والشعور بالحرمان التي يترعرع فيها، وحل النزاعات المسلحة التي توفر له تعلة وجود".
ومن جانبه، قال رئيس المؤتمر، عميد الشرطة ممتاز، محمد عزاوي، ممثل المغرب، إن "المجتمع الدولي بما فيه الدول العربية يواجه تحديات متعددة، من أبرزها التطرف والإرهاب وترويج المخدرات والتهريب و تبييض الأموال والجرائم المعلوماتية والهجرة السرية والاتجار في البشر وانتشار الأسلحة".
وشدد، في هذا الصدد، على ضرورة "تضافر الجهود و تنسيق العمليات الأمنية عبر البحث وتحديد المقاربات لمعالجة هذه الظواهر ومواجهتها بحكمة وتبصر، نظرا لكونها تهدد استقرار وأمن الدول، و لارتباطها بالظاهرة الإرهابية التي تعد من أخطر جرائم العصر الحالي".
وأضاف أن هذه التحديات تستدعي أيضا "تنسيقا وتعاونا ميدانيا عبر اتخاذ تدابير عملياتية وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات، بالإضافة إلى اعتماد الضربات الأمنية الاستباقية وتقوية الترسانة القانونية، لدحض مخططات مدبري هذه الجرائم وإفشال حركات وبرامج المجموعات الإرهابية والخلايا التابعة لها، وذلك عبر تبني إستراتيجية موحدة وخلق اتفاقيات دولية وإقليمية واحترامها والالتزام بها، لاجتثاث هذا الورم الخبيث الذي أصبح يتهدد العالم والقطب العربي ككل".
ويتضمن برنامج المؤتمر مناقشة عدد من المحاور منها على الخصوصº "الاطلاع على تجارب الدول المشاركة، والاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب في صيغتها المحدثة، والعمليات الأمنية الاستباقية ودورها في ذلك، وأثر شبكات التواصل الاجتماعي على تنامي الفكر الإرهابي، والعامل الاقتصادي ودوره البارز في مكافحة الإرهاب، والجهود الدولية لاحتواء ظاهرة الإرهاب" .
ومن المقرر أن يصدر المؤتمر عددا من التوصيات والإجراءات التي سترفع إلى مؤتمر وزراء الداخلية العرب في دورته القادمة من أجل إقرارها.