تتوالى حوادث الطائرات التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، او تلك التي تستأجرها الشركة، لتزيد من ازمتها التي افقدتها العديد من الزبناء الدين اصبحوا لا يثقون في خدماتها.. وقد هبطت، صباح أمس الثلاثاء، طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية على متنها 170 راكب، كانت قادمة من العاصمة المالية بماكو اضطراريا في مطار برج باجي مختار الحدودية، على بعد 650 كلم جنوبي عاصمة الولاية أدرار.
وكشفت جريدة الخبر الجزائرية، وفقا لمصادرها الخاصة، أن الهبوط الاضطراري كان بسبب حدوث ثقب في خزان الوقود الأيسر للطائرة، كاد أن يؤدي إلى كارثة حقيقية لولا يقظة قائد الطائرة.
وقال المصدر الأمني، حسب ما اوردت الجريدة، ان قائد الطائرة أبلغ برج المراقبة بحدوث ثقب في أحد خزانات الوقود، وأن الوضعية خطيرة، الأمر الذي أحدث حالة استنفار قصوى بمطار برج باجي مختار، حيث تنقلت فرق الإطفاء إلى مدرج الهبوط، كما تم إبلاغ كافة الجهات الأمنية بالاستعداد والتدخل في حالة الضرورة القصوى، فيما اصيب بعض المسافرين بالذعر والخوف بسبب الهبوط الاضطراري المفاجئ.
ويأتي هذا الحادث الجديد بعد أيام فقط على التصريح الذي أدلى به المدير العام للجوية الجزائرية، محمد الصالح بولطيف، والذي اتهم فيه صراحة إطارات من داخل الشركة، وشركات طيران أجنبية تعمل بالجزائر، بالوقوف وراء الحملة التي تتعرض لها الجوية الجزائرية منذ حادث تحطم الطائرة في باماكو بمالي، حيث قال إن "الإنجازات الكبيرة التي حققها الشركة خلال السنوات الأخيرة أثارت غيرة وحسد المنافسين"، ولم يفوّت الفرصة لانتقاد وسائل الإعلام التي وضعت، حسبه، الشركة الوطنية، تحت المجهر بعد هذه الحادثة.
وفضل بولطيف التحفظ فيما يخص نتائج التحقيق، مشيرا إلى أن الرأي العام سيطلع على المعلومات الأولية في 20 سبتمبر الجاري.
وقد عرفت الشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية في الآونة الأخيرة العديد من الحوادث التي أصابت أسطولها الجوي ما جعلها تعيش أسوأ أيامها بعد توالي الصدمات والحوادث التي أسالت الكثير من الحبر وجعلت زبائنها يفقدون ثقتهم بها.
وإلى جانب الطائرة العسكرية التي سقطت شهر فبراير 2014 وخلفت 77 ضحية، سجلت الجوية الجزائرية حادث مأساوي شهر يوليوز المنصرم وهو حادث الطائرة الإسبانية المستأجرة التي تحطمت بمنطقة غوسي قرب غاو (مالي) مما ادى الى وفاة 116 شخص من بينهم 6 جزائريين و6 أفراد من الطاقم، كانوا على متن الطائرة من طراز م د- 83، والذين لم تتمكن التحقيقات الأمنية لحد الساعة من تحديد هوية كل الضحايا.
وفي 12 غشت 2014 أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية عن تعرض طائرتها المستأجرة (ايرباص 330) "لحادث تقني دون خطورة" على أرضية مطار مدينة ليل الفرنسية وهي تستعد للإقلاع نحو العاصمة الجزائرية على متنها 110 مسافر لم تسجّل خسائر مادية أو بشرية..
كما تعرف رحلات الشركة تأخيرات عديدة وصل بعضها إلى 8 ساعات كاملة، وكذا تحويل الزبائن الى مطارات أخرى ما يدعو للشك والريبة في عملية تسيير الجوية الجزائرية و صحة طائراتها..