لو كان الكلام الذي سنتطرق إليه مكتوبا في المغرب لهان الأمر، ولكن ورد في موقع الصحراء ويكليكس، المحسوب على الانفصاليين، إذ بث الموقع مقالا تحت عنوان "الوفد الحقوقي المشارك في الجامعة الصيفية، يغطي على عجزه الثقافي بجمع نفايات شاطئ بومرداس"، في إشارة إلى المجموعة الانفصالية التي ذهبت من المدن الصحراوية المغربية، قصد حضور الجامعة الصيفية المنعقدة تحت اسم "مخيم كديم إزيك" وتحت شعار "سياسة التوسع و تصدير المخدرات المغربية، عائق أمام تحقيق حلم الشعوب المغاربية". وما وقع لما يسمى الوفد الحقوقي كفيل بأن يلقي نظرة على واقع "النضال الصحراوي" البئيس، الذي يمثل الحضيض الذي وصل إليه المرتزقة الذين يشتغلون بمقابل مادي من أجل زعزعة الاستقرار في المغرب.
واعتبر الانفصاليون أنفسهم أن الدورة الخامسة للجامعة الصيفية لما يسمى إطارات الدولة الصحراوية المنعقدة بمدينة بومرداس الجزائرية فشلت فشلا ذريعا.
وانتقد الانفصاليون شعار الدورة "سياسة التوسع و تصدير المخدرات المغربية، عائق أمام تحقيق حلم الشعوب المغاربية"، باعتباره شعارا يستحضر الحقد الجزائري على المغرب، ولا يستحضر هموم الصحراويين، وهو نفس شعار الدورات الأربع السابقة، مما جعل المداخلات تكون خارجة عن الموضوع، نظرا لاستهلاك مواده في الدورات السابقة، إلا من تدخلات بعض الجزائريين، الذين وجدوا الفرصة مناسبة لكيل السب والشتم و تصفية الحسابات مع المغرب، كما هو الشأن بالنسبة لعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الجزائرية، الصادق بوكطاية.
وقال انفصاليون عبر موقع ويكليكس أن الدورة انعقدت بشكل عشوائي ودون تحضير، وأن كل متدخل اختار الموضوع الذي يروق له، فاهتم سفير جنوب، وهو أرفع مسؤول يحضر الدورة، بقضية الشباب والطلبة، وكشف الموقف عن اعتراف خطير لم ينتبه له انفصاليو الداخل والخارج، حيث انصبت تدخلات وفد انفصاليي الداخل على سرد تجارب شخصية، لكن الموقع قال إنها متشابهة، والتجارب الشخصية من المستحيل أن تكون متشابهة إلا إذا كان الأمر يتعلق بمسرحية أو تمثيلية أو فيلم سينمائي، لكن أن تأتي الشهادات كلها متشابهة فهذا يعني أن كاتب السيناريو واحد، بل تشبه شهادات سابقة لانفصاليين آخرين.
وأوضح الموقع أن الذي اختار هذه الشهادات هو عمر بولسان، الذي يسميه الصحرايون غراب كناريا، وذلك كي يغطي على فشله على ضعف المستوى الثقافي والمعرفي والسياسي لما يسمى الوفد الحقوقي الصحراوي، إذ تحكم في الاختيار الانتماء القبلي والمحاباة والجمال بالنسبة للعنصر النسوي.
وبنبرة ساخرة قال الموقع إن أهم إنجاز حققه الوفد الحقوقي، الذي ذهب يمثل الانفصاليين بالمدن الصحراوية المغربية، هو مشاركته في جمع أزبال شاطئ بومرداس، وقد قاموا بدور عمال البلدية بفعالية منقطعة النظير، وقد استغل بولسان هذا الموضوع ليقول لقيادته المرتزقة إن الوفد ترك انطباعا حسنا.
غير أن الجزائريين يعلقون على الموضوع ساخرين، بأن أعضاء الوفد الحقوقي الصحراوي للجامعة الصيفية ببومرداس يعتبرون أغلى عمال بلدية في العالم، في كناية على التعويضات التي تمنحهم إياها السلطات الجزائرية.