دخل الفنان الأمازيغي محمد رويشة في غيبوبة، مما تطلب إدخاله مستشفى الشيخ زايد بالرباط، وكان الفنان المغربي قد اصيب بشكل مفاجئ بوعكة صحية دخل على إثرها في غيبوبة، استدعى نقله أول الأمر إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة قبل أن ينقل على متن سيارة إسعاف الى مستشفى الشيخ زايد بالرباط، لتلقي الرعاية الطبية التي تتطلبها حالته الصحية. وإلى حدود اليوم قالت مصادر طبيبة إن الحالة الصحية للفنان رويشة مستقرة، وتعرف تحسنا، وذلك ما أكده أيضا بعض أفراد أسرته ومحبيه الذين يتواجدون إلى جانبه بالمستشفى.
وفور انتشار الخبر، لم تتوقف المكالمات الهاتفية وحركة الزوار بمستشفى الشيخ زايد، إذ عرف هذا الأخير توافد الكثير من معارفه ومحبيه للاطمئنان على صحة رائد الأغنية الأمازيغية ومروّض آلة "لوثار"، التي اكتسبت شهرة عالمية بفضل طريقة العزف المتميز لرويشة على هذه الآلة الوترية الأطلسية ذات الامتداد العريق في التاريخ، وبفضل إضافة وتر رابع بعد أن كان الرواد يعزفون على آلة "لوثار" ذات 3 أوتار فقط.
والفنان محمد رويشة فنان عصامي من مواليد سنة 1952 بمدينة خنيفرة، استطاع أن ينحت اسمه ضمن قائمة عباقرة الفن العالمي وذلك بكل صبر وثبات.
درس بالكتاب وبعده بالمدرسة الابتدائية إلى غاية 1961سنة، لكن ميله للفن والغناء كان أقوى جاذبية من "التلاوة" وكتابBonjour Ali" Bonjour Fatima"، وبعد مغادرته لصفوف المدرسة، شاءت الأقدار أن يلتقي بالأستاذ محمد العلوي لاعب فريق شباب خنيفرة الذي شجعه على الاستمرار واستقدمه إلى القسم الأمازيغي بالإذاعة الوطنية بالرباط، وكانت البداية بتسجيل أول شريط بالدار البيضاء سنة 1964 مع محمد ريان.
واستمر في الغناء وإحياء الحفلات والأعراس المحلية وعلى الصعيد الوطني حتى سنة 1979 حيث اتصلت به عدة شركات فنية للتسجيل، ودخل مسرح محمد الخامس حيث غنى لأول مرة سنة 1980، ألبومه الذي يحتوي على أغاني بالامازيغية والعربية "شحال من ليلة وعذاب" و"أكّي زّورخ اسيدي ياربّي جود غيفي"، وهو الألبوم الذي عرف انتشارا واسعا بين محبيه داخل المغرب وخارجه.
يمتاز رويشة في أداءه الموسيقي بالمزج بين ألوان محلية ووطنية وذلك في قالب لا يخرج عن المقام الأطلسي الذي يمتاز باعتماده على "ربع نوتة"، وهو بذلك يبقى وفيا لمعنى اسمه "روي شا" والذي يعني بالامازيغية "اخلط شيئا"، وهو مزج فني لا يستطيع إتقانه إلا من كانت له أذن موسيقية مرهفة كالفنان محمد رويشة الذي نتمنى له الشفاء العاجل للعودة إلى أهله وأصدقائه وجمهوره.