أثارت منظمات غير حكومية دولية انتباه مجلس حقوق الإنسان بجنيف (3-28 مارس) إلى الانتهاكات المرتكبة دون عقاب في حق سكان مخيمات تيندوف، الذي أصبح "سجنا مفتوحا على التراب الجزائري". فقد أدان ممثلا الوكالة الدولية للتنمية والسلام في مناطق البحيرات الكبرى والوكالة الدولية للتنمية، الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات لحمادة خلال مداخلتهما اول أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء أمام المجلس الذي اجتمع في جلسة عامة.
وأكد المناضل الصحراوي مرابيح رابو شيباطا الذي تدخل باسم الوكالة الدولية للتنمية والسلام في منطقة البحيرات الكبرى أن "المخيمات التي تديرها جبهة البوليساريو ، بدعم من الجيش الجزائري، هي مسرح لمعاناة مروعة يدفع ثمنها بالخصوص الأجيال الصاعدة".
وأعرب عن أسفه لكون هذه الانتهاكات المتواصلة تشكل تهديدا خطيرا على حياة الشباب والأطفال الصحراويين ، مؤكدا أن وضعا من هذا القبيل "يحتم إثارة انتباه هذه المؤسسة الموقرة بشكل فوري".
وحسب شيباطا فإن المخيمات أصبحت سجنا حقيقيا مفتوحا حيث حرية التنقل والحركة "تنتهك كليا، حتى وإن تعلق الأمر بالتنقل من مخيم لآخر "، كما يعكس ذلك الاغتيال الوحشي لرجلين بريئين عندما حاولا مغادرة المخيم.
وأثارت هذه الجريمة البشعة موجة من التظاهرات التي قوبلت بقمع عنيف من طرف ميليشيات الانفصاليين التي قامت باعتقالات في صفوف المتظاهرين، الذين لا يزال بعضهم رهن الاعتقال.
وبدورها، وجهت رئيسة منظمة غير الحكومية شيلية جاكلين هيرنانذيز أصابع الاتهام للسلطات الجزائرية وجبهة البوليساريو "لمسؤولياتهم الواضحة في تحويل الأموال والمساعدات الإنسانية وتوظيف الأطروحة الانفصالية لأغراض شخصية".
وأعربت الناشطة الشيلية، التي تحدثت بالسم الوكالة الدولية للتنمية عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب بهدف إيجاد حل سياسي دائم للنزاع حول الصحراء.
ودعت هييرنانذيز إلى إحصاء السكان في مخيمات تيندوف ، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتم يوم الخميس الماضي، عرض فيلم وثائقي يحمل عنوان "هوية جبهة" بمقر الأممالمتحدة بجنيف، والذي يرصد تاريخ نزاع الصحراء ويوجه أصبع الاتهام لتورط الجزائر في هذا النزاع الإقليمي.
ويسلط هذا الوثائقي على مدى 90 دقيقة والذي أخرجه حسن البوحروتي، الضوء على السياق الجيو-سياسي والجيو-استراتيجي لنشأة وتطور جبهة البوليساريو، من أجل فهم أدق لإديولوجيا هذه الحركة الانفصالية ومناوراتها والدعم الذي تتلقاه.