حاول احد المدافعين عن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة اقحام الدين الاسلامي في السياسة، مدعيا ان الله عزّ وجل هو الذي اعطى المُلك لبوتفليقة ولا يجب منازعته في ذلك،لان ذلك يدخل في باب معارضة الارادة الالهية.. واستهل المتحدث، الذي حل ضيفا على القناة الثالثة الجزائرية، مرافعته عن بوتفليقة بالقول "انما الله هو الذي يعطي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء"، قبل ان يقاطعه صحافي القناة قائلا: "آية كريمة؟"، ليعقّب عليه محامي بوتفليقة باسلوب الواثق من نفسه: "أية كريمة نعم"، والحال انها ليست آية كريمة ولا حديثا نبويا شريفا، وإنما من إبداع صاحبنا الذي اختلطت عليه الامور، في غمرة حماسة الدفاع عن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، فأراد ان "يحسّن باللّي كاين" كما يقول المثل المغربي..
ومضى صاحبنا يقول، بناء على آيته الكريمة، ان الله عزّ وجل اعطى الملك لعبد العزيز بوتفليقة 15 سنة، وليس الشعب هو الذي اعطاه هذا الحكم، قبل ان يطرح على اصحاب البرنامج سؤالا تحكميا قال فيه "هل نكون ضد ارادة الله؟ وهو مايعني ان الجزائريين وحركة "بركات" الذين يعارضون ترشح بوتفليقة، انما يعارضون إرادة الله، حسب ضيف القناة الثالثة والذين يقفون وراءه..
هكذا إذن يتضح ان عصبة بوتفليقة اصبحت تسلك كل الطرق وتستعمل جميع الوسائل لتُبقي على الامور كما هي في قصر المرادية، وليبقى الماسكون بزمام الامور في الجزائر في كراسيهم، التي يعضون عليها بالنواجذ ولو استدعى الامر سبّ ابناء الشاوية وإهانتهم بكلمات عنصرية كما فعل رئيس الحملة الانتخابية لبوتفليقة عبد المالك سلال، وتقتيل الامازيغ المزابيين بغرداية باستعمال العرب الشعانب، وليّ عنق الآية الكريمة التي قال فيها جلّ جلاله "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الآية 26 سورة آل عمران)..
إذا استمرت الامور في الجزائر على هذه الحال، فإننا سنستفيق يوما لنجد المتحكمين في امورها قد اعلنوها إمارة اسلامية ونصبوا السلطان بوتفليقة ظلا لله في ارضه ..