أكدت صحف إيفوارية صادرة اليوم الأربعاء أن الجولة الإفريقية الجديدة التي بدأها جلالة الملك محمد السادس أمس من مالي، تؤكد مجددا تجذر المغرب في إفريقيا، القارة التي ينتمي إليها. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لانتير) أن التاريخ يشهد على أن علاقات المغرب مع القارة ترجع إلى تجارة القوافل الصحراوية بين البلدان المتوسطية وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرة إلى أن المملكة، على المستوى السياسي، "خاضت معركة الاستقلال بتضامن مع القارة وواصلت هذه المعركة بعد سنوات الستينيات".
وذكرت الصحيفة بأنه من بين اللحظات القوية لهذه المعركة مؤتمر الدارالبيضاء سنة 1961 الذي كان تتويجا للتقارب بين جلالة المغفور له محمد الخامس وبعض القادة الأفارقة بهدف "الاتحاد من أجل التحرر من الاستعمار والانخراط من أجل إفريقيا قوية"، مؤكدة أنه بعد نصف قرن، يواصل المغرب، من خلال جلالة الملك محمد السادس، تمتين هذه العلاقات".
وأضافت أن "المملكة المغربية منخرطة اليوم في القارة من خلال مشاركتها في عمليات حفظ السلام وجهود التنمية"، مشيرة إلى أن مقاولات عمومية ومجموعات خاصة مغربية متواجدة اليوم في أزيد من 25 بلدا إفريقياº خاصة في قطاعات البنوك والنقل الجوي والتكوين المهني والاتصالات والبناء والأشغال العمومية والتأمينات واستغلال المناجم.
وأكدت الصحيفة أنه " في مرحلة إعادة البناء ما بعد الأزمة في بلدان من قبيل الكوت ديفوار ومالي وغينيا، تعتبر المملكة المغربية، التي تتوفر على خبرة كبيرة في عدة مجالات، شريكا مثاليا للتعاون جنوب- جنوب".
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (فراتيرنيتي ماتان) التي تناولت الاستقبال الكبير الذي خصص لجلالة الملك محمد السادس أمس الثلاثاء بباماكو، المرحلة الأولى من الجولة الملكية في إفريقيا، أن المملكة تعتزم الانخراط في مسلسل المصالحة وإعادة البناء في مالي وذلك بالنظر "لتطابق وجهات نظر البلدين بشأن معارضة الإسلام الراديكالي".
وكتبت الصحيفة أن "الإسلام المعتدل بالمغرب يتعارض مع الإسلام الراديكالي الذي تمثله على الخصوص المجموعات الجهادية المتواجدة في شمال ماليوجنوب ليبيا"، مذكرة بالاستقبال الذي خص به جلالة الملك زعيم الحركة الوطنية لتحرير أزواد بلال أغ شريف في 31 يناير الماضي بمراكش.