يحب أن يسمي تفسه ب"الشيوعي الأخير"، هكذا عنون أحد نصوصه الإبداعية. يوزع إقامته ما بين العاصمة البريطانية ومدينة طنجة لشمال المغرب. اهتمامه بالمغرب قديم، كتب قصائد ضمنها حبه وعشقه للمغرب قبل أن يزوره، عاش فترة بالجارة الجزائر. لم تغلب سيرته طريدا اختار المنافي على مكانته الإبداعية كشاعر مؤسس، بل نجح في مزج الموقف السياسي بالإبداع الشعري. قصائده الأخيرة مغربية بامتياز، وسعمد إلى إصدار ديوان مغربي بطنجة، ويزور مدنا مغربية أخرى مثل تطوان والشاون وكرسيف. له أكثر من صفحة في الفيس بوك منفتحة على الجميع، وبعضها واضح أنها من إنشاء محبي شعره. ومن الفيس بوك سيدلي برأي حول قصائد شاعرة مغربية، هي وداد بنموسى، وكمثل الكبار دائما سوف لن يتردد في إطلاق حكم قيمة حول الشعر المغربي من دون أدنى مجاملة. وكانت وداد بنموسى، وهي شاعرة مغربية، قد كتبتْ على صفحتها في الفايسبوك تقول : «أصدقائي الأوفياء، أريد أن أسألكم جميعاً: هل هناك مسؤول ثقافي في الفايسبوك؟ فقط لاطمئن إلى أنه لن يأتي أحدهم ليدعي أنه يكتب لي ما أنشره... من يفهمني؟ كم أنا لئيمة حد الألم...». وجاءت بعض التعليقات مشجّعة ومادحة ومتواطئة، قبل أن يعلّق الشاعر العراقي المعروف سعدي يوسف على ما كتبتهُ بنموسى قائلاً، بتهكم: «عزيزتي وداد: مَن يقول لكِ إنكِ لا تكتبين وإن أحداً يكتب لكِ، مخلوقٌ مرتبكٌ. لكنّ هناك أمراً ينبغي أن نرصده في القصيدة المغربية الآن. القصيدة المغربية، الآن، لا تقول شيئاً. من هنا الالتباس، بمعنى أن تكتبي يا عزيزتي وداد وأن يكتب أحدٌ عنكِ، فالقضية تبدو واحدة. لا أحد يقول... إذاً كوني شجاعةً يا وداد، واكتبي...». وهو ما أغضب الكثيرين من المغاربة المتتبعين، بل سيجعل البعض منهم لا يتورع في التهجم على الشاعر العراقي الكبير ويصفه بالسكير الذي "يعرف بارات طنجةوالدارالبيضاء أكثر من أسماء المثقفين المغاربة".
سيتساءل أحد رواد الموقع الاجتماعي على صفخته بالفيس بوك: الشاعر سعدي يوسف الذي كان يوما ما مظلة لمجموعة من الأسماء التي أصبحت في ما بعد تتحدث باسم القصيدة المغربية.. هو سعدي بوسف الشاعر نفسه الذي صوب رصاصة إلى رأس القصيدة المغربية بقوله : "القصيدة المغربية لا تقول شيئا".. ترى ما الذي دفع سعدي يوسف إلى أن يقلب المعطف..!؟ نسوق هنا بعض الردود النموذجية لبعض الفيسبوكيين المغاربة :
- أظن انه لا يتابع المدونة الشعرية المغربية ..ثم من غير اللائق ان يصدر احكاما عامة. قد يكون أعلن هذا التصريح وهو في حالة خاصة جدااا و لكن كل ذلك لا يبرر له. - هذا الكلام نقوله نحن المغاربة في عقر دارنا كذلك، ولا أحد ينتبه إليه أو يعيره اهتماما. أما وهو يصدر عن الشاعر سعدي يوسف الذي كان يحمله الشعراء المغاربة على الأكتاف فتشتعل نار الغيرة على شعر يحتضر فهذا مما يثير التساؤل. - أين شعراؤنا الكبار وأين نقادنا الأشداء الأفداد ليردوا إما ببطلان الإدعاء أو ب صوابه ؟. - أنا لا أفهمُ لماذا يقدس مغاربة كثيرون سعدي يوسف الذي لم يعد يقول شيئاً منذ تسعينيات القرن الماضي اللهم إن هذا منكر. - ربما انفرط من حوله أولئك المداهنون الذين أفرطوا يوما في التمسح ودفع فواتير "الشراب" و"النشاط" اللاأدبي...هو صادق فيما قاله على نسبة كبيرة من المتشاعرين الذين ظلوا يحيطون به ويتقربون إليه بذريعة الشعر والشعر منهم براء، لذلك لا أستغرب صديقي أنه قال حقيقة تخص عينة منهم في لحظة غضب وأخطأ حين عمّم..أما الشعر المغربي والقصيدة المغربية فهما بخير وفي تطور واضح لا ينكره سوى غاضب أو حاقد... - اعذروا سعدي يوسف ، الرجل شاخ وبدا يخرف. - قد وضح الرجل قصده، فلما يتحامل عليه البعض. - سعدي يوسف عراقي ثمل كسلان لم يقرأ الشعر المغربي بالمرة. - سعدي يوسف مصاب بمرض الوهم. - سعدي يوسف انتهى منذ زمان ، ومن يقرا قصائده الأخيرة يتأكد من انه لا يرقى حتى لكتابة تلميذ مراهق يتهجى القصيدة في ثانوياتنا المغربية . - الشعر لايشيخ....القريحة لاتفني...اتعجب لسبه بكبر السن كأن الزمن توقف...أكتبوا لنا قصيدة شهيرة من عيون الشعر المغربى تكفى لد حض افترائه. نعم أجهل عيون الشعر المغربى ولكن قرأت المتواجد على الساحة الآن..واعجبت بكثير منه واغتنيت مخطوطاته...ولكن القراء...لوتجمع كل المداد الذى دلق سبا وشتما..فى هذا الشاعر..قصائد مغربية جميلة..لاستمتعنا ونهلنا من نبع المغاربة الجميل..العذب.فى الشعر والأدب. - هو اصلا لا يقول شيئا والكاس قد طنطنت له الراس.
ومن بعض ردود الأدباء المغاربة نورد التالي:
الشاعر الكبير أحمد بنميمون لم يتردد في الإدلاء بدلوه في هذا الموضوع وكتب بغضب واضح: - "يبدو أن سعدي يوسف لا يتهكم على وداد وحدها بل على الشعر المغربي كله في هذه اللحظة الراهنة، لكن السؤال هو :هل يقرأ سعدي لكل شعراء المغرب اليوم ، هو الذي خطب ودهم قبل ثلاثة عقود بقوله : إن شمس الشعر العربي تشرق من المغرب ؟ أم أن رأيه هذا من عبث المشيب وتأثيرات الزهايمر التي بدأت آثارها تنعكس على شعره الأخير ليصبح السؤال هو هل يقول شعر سعدي يوسف اليوم شيئاً؟ أقول هذا وأنا اعرف فئة من شعراء المغرب اليوم تناضل شعريا من أجل قصيدة مغربية تقول العالم ، ولا تريد أن تترك لفئة منا تزعم أن القصيدة لا يمكنها قول شيئ حينما رددت:"في الشعر لا تقول اللغة إلا ذاتها" وتلك كما نعرف دعوى بنيوية ذهبت بذهاب مدارس الأدب خلال القرن العشرين التي كانت مدرس تتصارع إيديولوجياً. غذا كانت عقدة المركزية الثقافية المشرقية قد انتهت بالنسبة إلى شعراء كثيرين في المشرق العربي. فإن عقدة التضاؤل أمام أي ضيف من المشارثة يحل بأرض المغرب لا تزال مستحكمة في نفوس كصير من شعراء هذا البلد ، ولولا ذلك لما وصلنا إلى أن يحكم "ضيفٌ" طالما كرَّمته اكثر من جهة في المغرب فحسب أنه بالفعل فوق ذلك التكريم!!!عجبي وما أصدق المتنبي إذ يقول: ّ** إذا أنت أكرمت الكريم ملكته × وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا *** وتمرد سعدي يوسف على كرم المغاربة لؤمٌ ما بعده من لؤم.".
أما الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال فاكتفى بمخاطبة سعدي يوسف ب: -"أخطأت الرأس".
وكتبب الناقد الأدبي الدكتور مصطفى الشليح: - ".. لا يختلف عنه حجازي في مقالة له بجريدة: الشرق الأوسط، منذ عقدين ونيف، حين أنكر وجود شعر مغربي، ولم يرد ناقد مغربي واحد؛ ولكن رجلا عالما حاججه وقارعه فأفحمه وبكَّته؛ ذلكم هو عبد الله كنون صاحب: النبوغ المغربي في الأدب والعربي الصادر سنة 1938، رحمه الله رحمة واسعة؛ أما سعدي يوسف فليس مؤهلا، معرفيا ونقديا، للزعم بأن القصيدة المغربية لا تقول شيئا .. لكونه غير ملم بتجاربها التي ينخرط فيه بعض من يعرف وقد لا ينخرط".
وكان رد نور الدين الزويتني: - وعندما كنت أراجع الترجمات المختلفة ل "أوراق العشب" للشاعر الامريكي والت ويتمان، ووقعت على ترجمة سعدي يوسف ذهلت لحجم الخراب الذي ألحقه بوالت ويتمان. أخطاء لا تحصى في المعنى تسببت في مسخ كبير لرؤية ويتمان وتسطيح لصوره العميقة. أخطاء لا يرتكبها إلا متنطع كبير على الترجمة. وأضاف متهجما: - "رجل يعرف أسماء البارات والندل في الدارالبيضاءوطنجة وأصيلا أكثر مما يعرف أسماء مثقفي وشعراء هذه المدن"
واختصر الأستاذ إدريس الواغيش رده قائلا: - " العيب ليس فيه ، لكن في مريديه من المغاربة".
أما الشاعر جمال الموساوي فعلق على الموضوع قائلاً: - «مشكلتنا في المغرب أننا لا ننظر إلى ما راكمناه من تجارب، ولم نمنح لكل هذه التجارب ما تستحقه من انتباه. لم نكرّمها بالدفاع عن الجيد منها لتأخذ مكانتها في المشهد الشعري العربي، ولم نعمل على تقويم ما يمكن أن يستقيم منها. مشكلتنا أننا نغدق حبّنا على الآخرين، وهم يستحقونه في الكثير من الحالات، لكننا لا نلتفت إلى ما هو جميل فينا. مع الأسف».
واعتبر محرر ملحف "العلم الثقافي" امحمد بشكار ، وهو شاعر، رأي سعدي يوسف إساءة في خق الشعر المغربي، فكتب مدافعا: - " ما الذي يريده الناس، تحديداً، من الشاعر…؟، هل الجمالية المستقطرة لؤلؤاً من لغته التي تغدو هي المقصدية لذاتها، أم ما تكتنفه هذه اللغة من مضمون ومعنى، أم يريد الناس الشاعر ذاته، بزخمهالأنطولوجي المنصهر بمواقف سياسية واجتماعية، لا يمكن اختزالها إلا في تمثال أسطوري، يكفي أنه مبني أعلى من الأرض ببضعة أمتار، لينقذ العالم…؟، فما الذي يريده الناس حقا، من الشاعر الذي ينشرخ كل يوم أكثر مما تصنعه حوادث الطٌرق بزجاج السيارات، كي يتشظى أو يقول شيئا لا يفهمه أحد؟، دائما تلكم الرغبة العنيدة في التوصيف، توفّز الشاعر قصيا في مغامرة القول، على سبُل الروح الإنسانية الأشد وعورة، فهو لا يتغيا قول الأشياء فقط، إنما – حسب فرانسيس بونج – يهفو لما لا يقال، قلمُه تيَّاه في ضفاف ما يعسر عن الوصف، منسرباً في الليل الأشد انبهاماً، وهنا نستحضر مقالة نشرت في عدد (13) من مجلة “دفاتر المعنى” الفرنسية، للكاتب “غوي أليكس″، حول الشعر والهرمسية، يلتقط بأنجم ثرياها، خطاب استوكهولم للشاعر الفرنسي “سان جون بيرس″، وهو الخطاب الذي استعر بالرد على العتاب المسدد بأسهم أقرب للضغينة، للشعر الحديث، معتبراً كَلِمه غامضاً، ولم ينس خطاب “سان جون بيرس″ أيضاً، تحديد مهمة الشاعر، ودور الشعر، باعتبار أنه لا يمكن دراسة القصيدة، دونما التفكير في ما تبسطه من رهان ووعد، هنا يقترح مؤلف “المنافي” بعض التمايزات الجوهرية، حيث يضع طبيعة الشعر في مقابل موضوعه، فطبيعة أو وظيفة الشعر، تكمن في الإضاءة، ولكنها تضيء الأكثر انبهاما وانزواء، السري في تخوم الروح الإنسانية، بل إن “سان جون بيرس″ يرد أيضاً في خطاب استوكهولم، عن الذين يربطون وشائج هذا الغموض في القصيدة، بمحسنات تعبيرية، تتحدَّرُ من التجربة الملارمية للشعر، ليس ثمة إذاً أي انبهام تعبيري في الشعر، بل هي الضرورة الجمالية فقط، هكذا ينضم “سان جون بيرس″ لنداءات رامبوية، تضع الشعر إلى جوار العلم، فالشاعر هو “سارق النار” و”العَالِمُ الأسمى”، يجلب الضوء، لكن هذا الضوء يعمينا في الليل حدَّ الإدهاش، لنقل – حسب “غوي أليكس″ الذي ما فتئ يتلمَّس مكامن اللغم في خطاب “سان جون بيرس″ – إن استكناه الغموض والهرمسية (الإبهامية)، يعتبر سؤالا عن بؤس الشعر المعاصر الذي يعزوه البعض إلى فقدان الموضوع في القصيدة، أو سؤالا عن مهمة الشاعر، التي يمتد تحديدها بهذا السؤال قصيا، ليرسم خطاً مشتركا يرسم مجال هذا الشاعر، يجدر إذاً بالمقابل، مساءلة النصوص الشعرية، من عتبة هذا التفكير الجوهري في الشاعر، ومقارعة المقصديات الأكيدة للشعراء أنفسهم، ولقرائهم النقاد، ويمتد “سان جون بيرس″ ليرتقي بهذه المعضلة الأدبية، إلى مستوى تاريخ الشعر، لكنه لا ينكر أن أزمته تبقى وثيقة العُرى بالتقنيات المعاصرة للإبداع الشعري،مهلا ثمة خطوة فلسفية تقفز هنا إلى الفجر، حيث نصيخ التفكير في هذه المقولة: “إن الشعراء لا يعرفون أبدا ما يقولون”!، ترى من يحدثنا هنا؟ قد يكون قارئاً حداثياً، آه، إنه سقراط الذي أمهل الشاعر إلى القرن العشرين كي يجد جوابا لحكمة هذا الدفاع، لكن “فرانسيس بونج” في كتابه “مناهجط لم يزور خلف ستور الصمت، بل أباح لنفسه تصحيح سقراط، واصفاً إياه ب “الأحمق”، مع أنه لم يسهب في الرد على الفيلسوف حول، “ما الذي تريد قوله” أيها الشاعر طبعاً؟، ذلك أن هذا السؤال حسب بونج لا يليق بالقصيدة، لأن ما يريد أن يقوله الشاعر قد قاله فعلا… ولا يمكن قوله بشكل آخر، وكل تعبير أو شرح للقصيدة، هو خيانة، وإذ نعود إلى تأليب جِمار سؤال سقراط لإضاءة سؤالنا الخاص، نجزم أن هذه “الإبهامية” في القصيدة ليست حديثة، ولا ترتبط بتقنيات الشعر المعاصر فقط، إنما تتعلق من أهدابها ب “مهمة الشاعرط، أما “فرانسيس بونج” فينتهي إلى عكس هذا التقابل الذي بين العمق / والشكل الذي استثاره السؤال الأخرق لسقراط، بأن عثر على الوحدة التي يهفو الشاعر عميقاً إلى جماليتها، وهي وحدة القصيدة بالموضوع، أو لنقل وحدة الكلمة بالشيء، هنا حيث القصيدة، حسب اشتقاقها الذي استحضره “إيتامبل”، تعني “الفعل”، كما أن فرادتها الخارقة، ترفض كل صنف من الازدواجية التي تترجمها وتخونها، ومع كل هذا الهدير الذي اصطخب باتهام الشعر باللاجدوى، لا يمكن الجزم إلا أن الشعراء كانوا دائماً مبهمين، ولكنهم اليوم أكثر إبهاماً، فهل ثمة ما هو أكثر وأنأى من الشعر..مازال يريده الناس من الشاعر…؟.
ولإيقاف الجدل سارع اشاعر سعدي يوسف إلى كتابة "تصريح" على موقعه الخاص بالشبكة العنكبوتية جاء فيه: - «تعليقٌ بسيطٌ مني حول ملحوظةٍ وردتْ في الفايسبوك، أثارَ ما لم أكن أتوقّعُه، بل أخشى أن يُحملَ التعليقُ على غير محمله، أو أن يُحَمَّل فوق ما يُطيق. كنت زعمتُ إن القصيدة المغربية لم تعد تقول شيئاً الآن. وسبقَ لي أن قلتُ إن القصيدة العربية بعامّة لم تعد تقول شيئاً الآن. وحين سُئلْتُ مرّةً عن الحركة الشِعرية في إنكلترا، قلتُ: ليس في بريطانيا شِعرٌ الآن. أظنُّ أن لي الحقّ في إبداء رأي، وبخاصة في ما اتّصلَ بالشِعر وأهله.
لا أظنني بعيداً عن الساحة المغربية. أنا أتابع الشِعر المغربي منذ عقود، وقد ربطتني علائقُ حميمةٌ مع قائليه ابتداءً من المجاطي، وليس انتهاءً بمن يحاول كتابة الشِعر من الفتيان المغاربة الآن... والناس يعرفون أنني منتظم الإقامة في المملكة المغربية، وأنني اخترتُ طنجة موئلاً لي، آتيها حين يرهقني القرُّ والثلج. كما أن بيت الشِعر في المغرب كرّمني بجائزة الأركانة الرفيعة. وهناك جائزة للشعراء الجامعيّين الشباب باسمي في جامعة عبد المالك السعديّ. بل أن ما كتبتُه عن المغرب في مُجْمَل متني الشِعري يفوق ما كتبتُه عن العراق!
... سيدة مغربيةٌ كريمةٌ قالت على الفايسبوك إن قوماً قالوا بأن هناك من يكتب لها نصوصها. أنا دافعتُ عنها، لكني أشرتُ إلى أن عدم التمايُزِ في النصوص عائدٌ إلى ما تمرّ به القصيدةُ المغربيةُ من أزْمةٍ. قلت: القصيدة المغربية الآن، لم تعد تقول شيئاً. الفنّ، معارِضٌ بطبيعته. والشِعرُ فنّ. لأن مبدأ المعارَضة انتفى ضمناً. آمُلُ في أن يتخلّص الشِعرُ في المغرب ممّا يكبِّلُه، ويعود إلى سمائه الحرّة".
قبل يومين اضطر الشاعر سعدي يوسف إلى إعلان طلب توقيف هذا النقاش، حين نشر على صفحته: "من المؤسف أن يأخذ النقاشُ حول القصيدة المغربية هذا المنحى غير اللائق وغير النافع . لذا أرجو من متابعي هذه الصفحة التوقف عن مزيد من المداخلات. ومن جانبي سأمتنع عن نشر أي تعليق جديد/ سعدي يوسف".
ولا زال الجدل قائما وإن أخطأ مقصده، وكان"بيت الشعر في المغرب" قد منح سنة 2009 جائزة الأركانة للشاعر سعدي يوسف، لكن البيت لم يتدخل حتى كتابة هذه السظور في هذه المعركة في انتظار انجلاء غبارها الكثيف ربما، سننتظر لنر..