بعض الصحف الورقية والإلكترونية تمنح بعض الكتبة صفات حتى يكون لكلامهم قيمة رغم أنه تافه، وتسمي هذا خبيرا وهذا متخصصا، وهبة بريس أغدقت على سمبريرو صفة خبير في الشأن المغاربي حتى تبرر نشر كلامه الذي يقول فيه: خوان كارلوس لم يطلب العفو على دانييل مغتصب الأطفال. لا ندري هل أخبره خوان كارلوس نفسه بذلك أم هي القدرة على الخيال والإبداع؟ وقال سمبريرو فيما تنقله عنه هبة بريس "إن الملك خوان كارلوس لم يسلم أية لائحة للعفو على بعض الإسبان المحكوم عليهم بالسجون المغربية. إلا حالة سجين واحد اسمه أنتونيو غارسيا بسبب حالته المرضية التي تستدعي ذلك. وهذا ما أكده هذا الأخير حين قال إن" على الملك أن يكون سخيا مع السجناء الإسبان بالمغرب بمناسبة عيد العرش".
أمثال سمبريرو يسمون في التاريخ الأدعياء. أي الذين يزعمون المعرفة الشاملة بكل شيء لكن يتبين في النهاية أنهم لا يعرفون سوى الأكل ودخول المراحيض. فلو كان سمبريرو خبيرا كما ادعت هبة بريس لعرف أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا علاقات إستراتيجية. لكن هناك من لا تعجبه الحقيقة. ومعها لا يعجبه المغرب، الذي أغلق صنبور الإكراميات في وجه الصحافة الأجنبية.
فلما يقتنع ساسة البلدين بضرورة طي صفحة الماضي وفتح صفحة علاقات جيدة يتدخل أصحاب الحسنات في محاولة لتوتير العلاقات وإعادتها إلى سابق عهدها، فكلما سكتت أمواج التوتر بين الطرفين تدخل بعض رجال السياسية الذين يناوئون المغرب حقه ، ولا يروق لهؤلاء السياسيين أن تهدأ العلاقات بين البلدين لأنهم سوف ينفضحون وتظهر سوءاتهم للعالم لأن هدوء العلاقات سيعني إيجاد فرصة لتبليغ وجهة النظر المغربية للرأي العام الإسباني وهذا ما لا يرغب فيه اللوبي الابتزازي.
ويوظف هؤلاء السياسيون وكعادتهم بعض الصحفيين المعروفين في تاريخ الابتزاز بإسبانيا وعلى رأسهم إغناسيو سمبريرو، الذي عمل مراسلا لجريدة إيل بايس بالرباط، وهو الذي ألف تدبيج مقالات مقابل أن يسكته رجال الحال لكن بعد أن رحل من يعرفهم وانتهت "الإكراميات" أصيب بالسعار مثلما يصاب الكلب الأجرب، وبما أنه لم يعد لديه شيء يلوي عليه في المغرب أصبح لا يفوت الفرصة لمهاجمة المغرب من كوخه من على سطح مكاتب الجريدة المذكورة التي لا تعيره اهتماما بل يعتبر من بين صحافييها غير المرغوب فيهم نظرا لكثرة المشاكل التي يخلقها مع زملائه، لكن المعروف عنه هو أنه لا يكتب مقالا إلا بمقدار ما يدر عليه من دخل أو انتقاما من جهة رفضت أن تؤدي له.
فسمبريرو لا يهمه العفو عن الإسباني دانيال ولا يهمه الطريقة التي تمت بها ولو أراد معرفة الحقيقة لوصل إليها. ولكنه ينتهز الفرصة لتقديم نفسه للجهات المعادية للمغرب على أنه الخادم المطيع. لأن ما كتبه يحتاج إلى تدقيق في المعلومات مع العلم أن هناك شخصا واحدا ومعاونوه هو من يؤكد أو ينفي صحة اللائحة الإسبانية ألا وهو الملك خوان كارلوس.