قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بسطات، بإدانة عريس، بتهمة الزواج بقاصر دون إبرام عقد نكاح، واكتفائه بقراءة الفاتحة، وحكمت عليه بسنة حبسا نافذا في حدود أربعة أشهر، فيما أوقفت التنفيذ في الباقي. وتوبع العريس بتهمة هتك عرض قاصر بدون عنف نتج عنه افتضاض للبكارة. وتعود مجريات النازلة إلى 5 من غشت المنصرم، حين تقدم مواطن إلى المركز المؤقت للدرك الملكي ببلدية سيدي رحال الشاطئ، حيث وضع شكاية يعرض فيها أن فتاة قاصرا فرت من بيت زوجها.
واقتحمت بيته في غيابه وأحكمت إغلاق الباب عليها، و هو ما دفع عناصر الدرك إلى الانتقال إلى المنزل الذي حدده المشتكي، ليجدوا الفتاة بداخله، ليتم نقلها المركز المذكور.
حيث تم الاستماع في البداية إلى الزوج دون عقد نكاح، الذي صرح أنه بعدما أعجب بالفتاة ربط معها علاقة غرامية وأخبرها بأنه ينوي الزواج بها، مستطردا في السياق نفسه، أنه اتصل بوالدتها وعبر لها عن رغبته في الزواج من ابنتها، وتمت الخطوبة بحضور أفراد عائلته.
وأكد العريس المتهم، أنه اتفق مع والدة العروس على إقامة حفل الزفاف دون إنجاز عقد الزواج بحجة أن الزوجة ما زالت قاصرا.
وتم تحديد يوم السبت موعدا لإقامة الحفل، تماشيا مع التقاليد والعادات التي غالبا ما يتم بموجبها عقد حفلات الزواج في هذا اليوم، وأضاف المتهم أن الحفل حضره مجموعة من سكان الدوار، حيث تمت قراءة الفاتحة على أساس أن الفتاة القاصر المعنية ستكون زوجته في غياب العدلين ودون تدوين عقد النكاح.
وأوضح أن العروس رفضت في اليوم الأول الدخول بها، بدعوى أنها غير مستعدة لذلك فوافقها الرأي، وفي اليوم الموالي افتض بكارتها برضاها، إلا أنه وبعد مرور أربعة أيام عن تاريخ الحفل غادرت العروس بيت الزوجية بدون علمه.
وتوجهت إلى منزل أحد الجيران، وأحكمت إغلاق الباب عليها، وختم الزوج تصريحاته، بالإشارة إلى أنه أدى صداقا قدره 5.000 درهم لوالدة العروس واشترى لها الملابس الخاصة بالزواج بمليوني سنتيم.
إلى ذلك صرحت العروس القاصر، أنها لما بلغت سن المراهقة تعرفت على شخص يقطن بجوارهم وأعجبت به، والذي أكد بدوره أنه ينوي الزواج منها رغم علمه بأنها قاصر.
وبعد أن حصل على موافقة والدتها تقدم لخطبتها، وحدد موعدا للزفاف وقٌرأت الفاتحة على أساس أن الزواج سيتم دون عقد نكاح، بسبب صغر سن العروس.
وفي يوم الدخلة رفضت الخضوع لطلبه لعدم معرفتها بالأمور المتعلقة بالحدث، رغم المحاولات التي بذلها للانفراد بها داخل بيت الزوجية، لتستسلم له في اليوم الموالي حيث افتض بكارتها.
وأضافت القاصر خلال تصريحاتها أمام الضابطة القضائية، أن أفراد عائلة الزوج، ومباشرة بعد ذلك، شرعوا يوجهون اللوم إليها بدعوى أنها لا تقوم بواجباتها المنزلية، وخوفا من بطشهم قررت الفرار إلى منزل جارهم، فيما كشفت والدتها أنها وافقت على زواج ابنتها دون عقد لضمان مستقبلها.
ولم تك تعلم الفتاة القاصر البالغة من العمر 16 سنة، والمنحدرة من منطقة سيدي رحال الشاطئ بإقليم برشيد، أن قرار والدتها بالاستجابة لطلب أحد العرسان الذي تقدم لطلب يدها.
سوف ينتهي بالفشل ولن يكتب لزواجها منه النجاح، وأن الزيجة وإقامة حفل الزفاف سينتهيان بهما في الأخير أمام محكمة الجنايات بمدينة سطات، وأن العريس المنتظر سيقبع خلف قضبان السجن الفلاحي عين علي مومن على ذمة القضية.